خاص:
حذَّر ملتقى مشائخ ووجهاء اليمن من مخططات خبيثة ومشاريع هدامة يتم الإعداد لها من قبل أطراف إقليمية ودولية بإستخدام أدوات محلية.
وقال الملتقى في بيانٍ هام صادر عنه أن تعثُّر عملية السلام في اليمن، وانسداد الحلول، أدخل اليمن مرحلة جديدة من التعقيد، وانشغلت أطراف الصراع المحلية وداعميهم الإقليميين بمشاريع خاصة، وتحالفات تعمق من حدة الانقسام.
وأوضح أن المتربِّصين بالوطن استغلوا حالة اللا حرب واللا سلم التي تعيشها اليمن منذ شهور، للتحضير لتنفيذ مخططات تتوافق مع مصالح إقليمية، دون إدراك للتبعات الكارثية التي قد تترتب على ذلك.
مؤكداً أن إبقاء اليمن في وضع (لا حرب ولا سلم) مع استمرار الحصار، ووقف عوامل التنمية وإطالة الوقت سيؤدي إلى الانهيار الاقتصادي ودخول البلاد في فوضى عارمة.
ودعا البيان الأيادي الإقليمية العابثة بأمن اليمن واستقراره، إلى الكف عن إشعال الفتن في اليمن، لأن النيران ستطال الجميع، وعليهم أخذ العبرة من ارتدادات حروب السنوات الثمان الماضية، التي لم يشارك فيها سوى نسبة ضئيلة من أبناء اليمن.
وقال إن التعاطي مع اليمن، كـغنيمة حرب، تعامل غير مسؤول، وسيفرز معادلات جديدة، ويغير من خارطة التحالفات القائمة اليوم، الأمر الذي يستدعي التعامل مع الملف اليمني بقدرٍ عال من المسؤولية والعمل لإيجاد حلول سلمية ودائمة تجنب الجميع تبعات الانفجار الكبير.
كما دعا البيان أبناء اليمن إلى الالتفاف حول وطنهم، والتمسُّك بوحدتهم و هويتهم الجامعة، ومصدر إنتمائهم، فأي مساس بها هو استلاب للسيادة وعبث بالحاضر والمستقبل.
مؤكداً أن على الجميع أن يتحدوا دفاعاً عن مصيرهم المشترك، وأن يدركوا المخاطر الحقيقية التي تستهدف الجميع بتوجهاتهم السياسية والطائفية والجغرافية المختلفة.
وقال: لا بُدَّ أن نستوعب دروس الماضي، وأن نقدّم التنازلات من أجل الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا التي يجب أن نقدِّمها على مصالحنا الخاصة.
وخاطب البيان المتكسبين المحليين على حساب الوطن بالقول: كفاكم تحقيق مصالح شخصية على حساب اليمن، فلم يعد هناك من ستار للمفرطين بالوطن، فمن يوقِّع إتفاقات سرية في الليل ينكشف أمره في النهار، فلا تثقوا بغير الشعب ولا تنشغلوا بغير الوطن.
واستنكر البيان الأصوات المجحفة بحق الوحدة اليمنية ودورها تجاه أبناء الجنوب، واعتبر ذلك مزايدة تكذبها الحقائق والأرقام التي تؤكد أن الوحدة أعادت بناء جنوب اليمن الغارق حينها بالفوضى والتدهور الاقتصادي، فضلاً عن مشاريع التنمية والتطوير التي نال الجنوب النصيب الأكبر منها في ظل الوحدة.
وقال البيان أن اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل، وهذه وحدة شعب، وليست وحدة سلطة أو نظام، فالشعوب باقية والسلطات زائلة.
مؤكداً أن اي مظالم حدثت يجب معالجتها واستيعابها دون تحميل الوحدة اليمنية تبعاتها.
واعتبر البيان أن سباق دول التحالف المحموم على أخذ نصيبهم من الكعكة اليمنية، سلوك أرعن، وتعامل غير حصيف، وغير مدرك لتبعاته الأمنية والعسكرية والاقتصادية، داعياً هذه الدول إلى الاهتمام بالتنمية في بلدانها وإغلاق أبواب الحرب الجديدة في اليمن لأنها ستكون مختلفة كلياً عن سابقاتها إن اندلعت، فاليمن يمرض ولكنه لا يموت.
وانتقد البيان صمت دول العالم إزاء المخططات الخبيثة الرامية لتقسيم اليمن، وجعله مركزاً للإرهاب، وقال إن ذلك سينعكس سلباً على السلم والأمن الدوليين، نظراً للأهمية الإستراتيجية وموقع اليمن الذي يشرف على أهم ممرات نقل الطاقة في العالم، وليس من الحكمة أن يتحوَّل هذا البلد إلى بؤرة جديدة لصراع متعدد ومدمّر، يجر معه المنطقة والعالم الى حربٍ مفتوحة سيخسر فيها الجميع.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة