حرصت وزيرة الثقافة هيفاء النجار على التواجد في أرض المهرجان بمدينة جرش وقامت بجولة هي الثانية لها لفعاليات المهرجان أمس الاثنين.
وبدأت الجولة بشارع الأعمدة وتفقدت المشغولات اليدوية والصناعات المحلية لأبناء المجتمع المحلي من فخاريات وأغذية، واستمعت إلى ملاحظاتهم وتبادلت أطراف الحديث مع العديد من السيدات صاحبات المشاريع الذاتية، وأثنت على ما يقمن به من جهد يساهم في إعالة أسرهم.
وتوجهت وزيرة الثقافة أيضاً إلى خيمة (منتجات نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل الأردنية) وتجوَّلت بين منتجات النزلاء و رافقها في هذه الجولة النقيب وسام موسى الخالدي، الذي قدَّم لها شرحاً وافياً عن مشغولات النزلاء من فخاريات وأثاث وتحف مختلفة.
وعبَّرت الوزيرة عن سعادتها بما شاهدت وقالت أن هناك تطوّر كبير في المشغولات، وأثنت على الدور الكبير الذي يقوم به الأمن العام تجاه النزلاء، وحيَّت جهود المدربين الذين تركوا بصمة في تلك المشغولات الجميلة.
وقالت الوزيرة أن مهرجان جرش هذا العام (غير) فهو متنوّع ومتميّز، وأعربت عن سعادتها بالفعاليات المختلفة في أرض المهرجان.
وتوجَّهت الوزيرة بعد ذلك إلى المسرح الشمالي لحضور حفلة الفنانين اللبنانيين عبير نعمة وجورج نعمة، ثم توجَّهت إلى المسرح الجنوبي لحضور حفل الفنانة الأردنية نداء شرارة.
المسرح الجنوبي
نداء شرارة وسلطان وليلة أردنية بامتياز
أحيت الفنانة الأردنية نداء شرارة حفلة غنائية مشتركة مع الفنان الأردني محمود سلطان في ليلة طربية غنائية أردنية على المسرح الجنوبي في جرش مساء أمس امتدت حتى قرابة منتصف الليل.
وكانت البداية مع الفنان محمود سلطان الذي تنوعت أغانيه من التراث الشعبي، ومجموعة من الأغاني الفلكلورية الأردنية التي استمتع معها الحضور.
وواصلت الفنانة الأردنية نداء شرارة حفلها على المدرَّج الجنوبي وسط حضور كثيف قُدِّرَ بالآلاف، وابتدأت بأغنيتها "سهرانة دايماً بفكر حيرانه" و "حبيتك بالتلاتة".
وعلى مدى ساعة من الوقت استمتع جمهور جرش بحفل المدرج الجنوبي بليلة من الطرب الأصيل بصوت الفنانة شرارة تنوَّعت أغانيها بين القديم والحديث. وكانت قد طرحت الفنانة نداء شرارة مؤخراً أغنية بعنوان «جايين نباركلك»، وذلك عبر صفحتها الرسمية على موقع «يوتيوب»، والتي كتبت كلماتها بنفسها وهي من ألحان فلكلور وتوزيع رافي.
كما طرحت شرارة أيضاً، أغنية بعنوان "أنت فرحة"، على موقع "يوتيوب"، من كلمات آية علاء، وألحان نداء شرارة وتوزيع ألكسندر ميساكيان.
وقبل أغنية "أنت فرحة"، طرحت شرارة أغنية "قالهالي"، وهذه الأغنية هي ثمرة التعاون الثاني مع الشاعر أحمد حسن راؤول و نداء والموسيقار اللبناني جان ماري رياشي بعد أغنية "حبيتك بالتلاتة" التي تخطَّت الـ70 مليون مشاهدة، وكانت من ألحان سامر أبو طالب.
يذكر أن أغنية "جايين نبارك" من الفلكلور، وهي من توزيع الموسيقي "رافي"، وقامت نداء شرارة بالكتابة على اللحن الفلكلوري، وهي من إنتاج جان ماري رياشي.
وفي ختام الحفل قامت وزيرة الثقافة هيفاء النجار بتكريم الفنانة نداء شرارة.
المسرح الشمالي
عبير نعمة تستعرض جماليات صوتها وسط جمهور مميز
جورج نعمة يشعل جمهور الشمالي
أليكس خوري.. تنويعات من الوديعيات..والقدود الحلبية
استقبل الجمهور الكبير الفنانة عبير نعمة بالترحاب، وبدأت وصلتها بواحدة من أغانيها الهادئة وهي أغنية "وينك"، ثم أغنية "بصراحة"، "ودعت الليل"، "نقي لي زهرة"، "لما بدا يتثنى"، ومن أغانيها الخاصة قدّمت "بلا ما نحب".
واستمرت أجواء الغناء الطربي مع عبير نعمة، وقدَّمت أغنياتها المشهورة "يا ترى" التي استعرضت بها إمكانيات صوتها، ثم أدَّت أغنية "غريبان وليل" وهي من أغاني جورج صليبا. كما غنَّت أيضاً أغنية "شباك حبيبي" للموسيقار الراحل "ملحم بركات" لتعود إلى أغانيها وتقدِّم "تلفنتلك"، وبعد موال يا ليل غنَّت "يا ليل الصب متى غده".
واستمرت "عبير" بتقديم باقة من أجمل أغانيها، مثل : بعدني بحبك، بيبقى ناس، و قامت بغناء أغنية أردنية بعنوان "لوحي بطرف المنديل"، وهي من تراث توفيق النمري.
ثم ظهر شقيقها "جورج"، حيث غنَّى موال طويل "يا أختي نجوم الليل شو فيها"، وردت عليه "عبير" بموال ذو كلمات وأداء مؤثرين.
وما بين أغانيه الخاصة وأغاني كبار المطربين، قدَّم جورج نعمة أمسية تفاعل معها الجمهور الذي لم يهدأ طوال الوقت، فقد بدأ بأغنية "مثلك ما فيه" التي يحفظها الجمهور وغالبيته من الشباب، ثم أغنية هادئة بعنوان "بكير" ثم أغنيته الجميلة "تفيدة" ثم أغنية "يا للي بجمالك" التي ارتجل فيها على اللحن كما في معظم أغانيه.
ومن أغاني الراحل "ملحم بركات" قام "جورج" بغناء "حمامة بيضاء"، لينتقل بعدها إلى السيدة فيروز بأغنية "قمره يا قمره"، ثم أغنية "دبك دبيكه" لملحم بركات، و "زي العسل" من أغاني الشحرورة صباح، ومن أغانيه : "وضع البلد" و "شو عملتي"، ومن أغاني طوني حنَّا غنَّى "حداي حدي"، و "هزي يا نواعم" لعصام رجي، وختم بأغاني وطنية "تعلى وتتعمر" و "بكتب اسمك يا بلادي".
واستمر حفلهما حتى منتصف الليل و اختتموه بغناء مشترك لأغنية السيدة فيروز "دقوا المهابيش". وقام مدير المسرح الشمالي "فراس خطاطبة" بتكريمهما تقديرا لمشاركتهما في مهرجان جرش.
من ناحيته قدَّم الفنان الفلسطيني الشاب "أليكس خوري" أمسية من أغاني ومواويل وديع الصافي وصباح فخري، بدأ الأمسية بموال بلدي،ثم أغنية المجد معمرها، ثم الله معك يا بيت الصامد بالجنوب.
وما بين العتاب والميجانا، غنّى الهوى الشمالي، لينتقل بعدها إلى تراث قلعة الطرب الحلبي "صباح فخري"، حيث غنّى "البلبل ناغى" و "هيَّمتني تيمتّني".
الساحة الرئيسية حيث تنوّع الجمهور وتفاعله المستمر وكأنه يعيش أجواء الماضي بطريقة عصرية، لحرص إدارة المهرجان على تقديم مختلف أنواع الفن الشعبي المحلي والعربي.
فقد قدَّمت فرقة صوت الأردن للفنون الشعبية في أولى حفلات المسرح لـ يومه الخامس الرقصات الشعبية وأهازيج وطنية أردنية، تلتها فرقة كفرنجه للفنون الشعبية التي قدَّمت الدبكات التي تفاعل معها زوّار المهرجان، كما شاركت فرقة بيادر قروية من الشقيقة فلسطين لتضفي على أجواء المهرجان الموروث الفلسطيني بالحكايا الجميلة.
ولأن إدارة المهرجان تؤمن بتعدد الثقافات ونشرها فقد شاركت ( الفرقة النسائية الكويتية ) كأولى مشاركاتها في مهرجان جرش لتقدِّم أجمل الفنون الكويتية وتشعل الجمهور بطربها الأصيل، كما قدَّمت العديد من الأغاني الشعبية والطربية على إيقاعات الطبل والدف وعزف البيانو، وغنّت للأردن وللكويت بإيقاعات عذبة.
كما تغنَّت بالأردن وبالملك عبد الله من خلال أغنية "هاشمي هاشمي"، ولقد أسست الفرقة عام 2012 بفكرة من الفنانة ماجدة الدوخي، لتصبح بعدها من أكثر الفرق مشاركة محلياً ودولياً. وقد تمَّ تسليم درع تكريمي من إدارة المهرجان لمسؤولة الفرقة ماجدة الدوخي.
تلتها (الفرقة البحرينية للفنون الغنائية ) التي تميَّزت بأنماط الغناء المختلفة والضروب الإيقاعية المتعددة بشكلٍ جوهري، وهي ضروب مركبة معقدة ومتداخلة، تُصْدِرَها الأكف بالضرب على الألات الإيقاعية (الطبل والـطار) والعزف على آلة القانون مع مصاحبة الرقص والتصفيق، واشتملت على لونين من أنواع الغناء الشعبي البته والساحوري، ومع نهاية الحفل كرَّمت إدارة المهرجان رئيس الفرقة محمد أسيري.
واختُتمت فعاليات مسرح الساحة الرئيسية بمسرحية (هونها بتهون ) للفنان الكوميدي حسين طبيشات (العم غافل)، التي تميَّزت بالأسلوب الاجتماعي الفكاهي المحبب، و هذه المسرحية من تأليف يوسف العموري وإخراج وبطولة حسين طبيشات، شارك معه من الممثلين : ربيع زيتون، عبد المجيد أبو خالد، رنا سليمان، و ناريمان عبد الكريم، وبمشاركة صوتية للفنان محمود الزيود، وقدَّم المسرحية الفنان الفلسطيني عمر خميس.
مسرح الصوت والضوء
خصصت معظم عروض مسرح الصوت والضوء للأطفال، فقد شهد كرنفال الأسرة والطفل / محمود البطاينة / ومسرحية " ها قد عدنا"، من تأليف الدكتورة نهلة الجمزاوي وإخراج بسام المصري، ومن تمثيل سهير عودة ومحمد سميرات وبندر مخامرة، وقدَّمت الفقرات الدكتورة وصال عياصرة.
مسرح أرتيمس
بعد إسدال الستارة على فعاليات الشعر، قُدِّم على مسرح أرتيمس وصلات ومعزوفات فنية، شارك فيها الفنانون: عامر محمد، حسن سلطان، وسليمان الشملاوي.
الفنان سليمان الشملاوي أمتع جمهوره من خلال وصلات منوعة من أغنيات الفنان الراحل عازار حبيب، فضلاً عن أغنيات طربية من مختلف المدارس الطربية الغنائية، و بالإضافة للغناء يعتبر الشملاوي من الممثلين البارزين في القطاع الفني.
ويعود الفنان حسن سلطان إلى مهرجان جرش بعد غياب 15 عاماً، إذ قدَّم وصلات غنائية "راجع يا فلسطين" و "حلوة يا دنيا" ومواويل تفاعل معها الجمهور.
وقدَّم الفنان كمال خليل وصلة فنية على العود، و كان حضور الفنان عامر محمد مميز وذوّاق.
مسرح "الأوديون"
كيوان والصباغ وحمادة يشعلون مدرجات مسرح الأوديون بالأغنيات الوطنية والتراثية
استمتع حضور مسرح الأوديون وَسْط البلد بالعاصمة عمَّان يوم أمس في الأمسية التي شارك فيها مجموعة من الأصوات الأردنية المميزة هم : يوسف كيوان، ويزن الصباغ، وعلي حمادة.
و أولى الفقرات كانت لصاحب الصوت العندليبي الفنان يوسف كيوان، الذي نقل جمهوره لأجواء المواويل الوطنية والطربية، أرفقها بالأغنية التراثية "ويلي ما أحلاها"، و"أردنا الغالي".
وعلى موال "تراب الوطن غالي صعب ينباع" غنّى كيوان لفلسطين أغنية "يا ظريف الطول وقف تقلك"، "رايح على الغربة"، و "بلادك أحسنلك"، ليختتم كيوان فقرته الغنائية بأغنية من التراث "على العين موليتين".
كيوان عدَّ مشاركته بمهرجان جرش بالمميزة؛ لأنها تجمع بين الفنانين العرب والعالمين في مكانٍ واحد ،مما يجعله أيقونة لمشاركة الفنان بفعالياته.
ولفت إلى أن مشاركة الفنانين خارج محافظة جرش وتوزُّعها على مستوى محافظات المملكة كافةً، فرصة ليغمر الفرح مساحات أوسع ويصل إلى الجمهور الذي يجد صعوبة بالوصول لمدينة جرش الأثرية.
أما الفقرة الثانية بالحفل فقد كانت للفنان يزن الصباغ صاحب الصوت المتمكّن الذي أخذ الجمهور لأجواء التراث الأردني، وبدأ بأغنية "يا طير يا طاير" و "يا مددقق يا بن عمي"، و "أسمر يا حبيب القلب"، و "ساري سارى الليل"، ليختتم حفلته الحماسية بأغنية "يا هلا وبيك يا هلا"؛ التي أشعلت المدرجات ونزل عدد من الجماهير واصطفوا وسط ساحة المسرح وقدَّموا أجمل لوحات الدبكات الفلكلورية.
وعدَّ الصباغ وجوده ضمن فعاليات مهرجان جرش بالتجربة المهمة؛ لكونها تمثِّل الفنان الأردني وتكرِّمه في بلده، وبيَّن الصباغ أن انتقال مهرجان جرش لخارج أسوار مدينة جرش الأثرية يعني أن الغاية من شعاره تحقق وهي "ويستمر الفرح"، بمعنى أن ينتشر الفرح ويعمّ المحافظات كافةً.
وامتلأت مدرجات الأوديون بالجمهور مثل عادتها، لتستقبل بالفقرة الثالثة من الحفل مع الفنان الأردني علي حمادة الذي استكمل سلسلة الحماس للجمهور، الذي ظل يقدِّم لوحات فنية مختلفة من الدبكات على وقع الأغنيات الوطنية التي قدَّمها حمادة.
وغنَّى حمادة، صاحب الصوت القوي، مجموعة من الأغنيات الوطنية منها: نحنا كبار البلد، علّي الكوفية، شبت النار، ويختتم مع "يا بيرقنا العالي".
ويرى حمادة مشاركته العاشرة في المهرجان بأنها أمنية الكثير من الفنانين المحليين والعرب، وأن الاحتفالات التي تقدَّم في مختلف محافظات الأردن تنقل الصورة الحقيقية للفرح والفن والثقافة.
واختُتم الحفل بتكريم ممثِّل إدارة مهرجان جرش ومدير مسرح الأدويون عطا الله الرواحنة للفنانين المشاركين على جهودهما في بث الفرح والحماس والأجواء الطربية والوطنية لجمهور مسرح الأوديون.
فرح الأطفال يطغى على فعاليات "الأوديون" وَسَط المدينة عمّان
يكشف الفرح عن وجهه أينما حلّ، هكذا يرسم مسرح الأوديون حكاياته اليومية، ويحتضن ضحكات الأطفال الذين توافدوا للمشاركة بفعاليات مهرجان جرش ومتابعة فنانيهم المفضلين.
إذ طغى على المسرح في لياليه الفنية انسجام الأطفال وفرحهم ورقصهم البريء على أنغام الأغنيات الوطنية والتراثية والفلكلور الأردني وَسْط عائلاتهم بأجواء مميزة وحضور كبير.
وحمّست أصوات الفنانين المشاركين الجمهور والعائلات، حتى السياح، الذين تواجدوا في الساحة الهاشمية للدخول إلى مسرح الأوديون ومتابعة الحفلات، مما أثرى الحفل الحفني بجمهور متعطّش للفن والأصوات الأردنية الجميلة.
مسرح الأوديون عانق واحتضن العائلات والأطفال والشباب بأجواء آمنة وحضور لافت، فيما ترك الأهالي لأطفالهم حرية التعبير عن أنفسهم بالرقص والدبكة والتفاعل مع المطربين.
هذه الأجواء التي شهدها مسرح الأوديون ضمن فعاليات مهرجان جرش في دورته السابعة والثلاثين، أثبتت أن الفن يجب أن يصل لكل مكان ويعزز مفهوم وطنية المهرجان العريق.
سمح الأوديون للمشتاق لأغنيات الطرب أيضاً أن يحضر ويستمتع بالتنوّع الذي قُدِّمَ بواسطة الفنانين، إلى جانب تنقلهم بين أغاني الزمن الجميل والتراث والفلكلور.
جمع الأوديون سعادة الأطفال وعائلاتهم ممن لم يستطيعوا الوصول لمحافظة جرش؛ لأسباب ضيق الوقت وربما لصعوبة الوضع الاقتصادي على العائلة الأردنية.
التنظيم الأمني وكوادر إدارة مهرجان جرش، ونقابة الفنانين، ووزارة الثقافة، كان لهم دور بارز في إضفاء الأمان والراحة على أمسيات الأوديون المستمرة حتى الخامس من شهر آب المقبل.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة