خــــربــــشــات الــــحــداثــة
---------------
ســيذهبُ كــلَّ مــا تركَ البُغَاةُ
وتَــذْرُوهُ الــرِّيَاحُ الــسّافِياتُ
-
ويَــسْقطُ ما ادَّعَوْا زَيفاً لشِعْرٍ
ولــنْ يَــبقى لــهُ إلّا الــرُّفاتُ
-
وإنْ شَــغَلَ المنَابرَ والمقاهي
ونــاصَرَهُ الأَكــابرُ والذَّواتُ
-
طلاسمُ أربكتْ عُمْقَ المعاني
ومِــنْ سَقطاتِها انتحرَ النّحاةُ
-
لــيجعلَهَا الــعَييُّ لــهُ مَــلاذاً
إذا ضــاقتْ عــليهِ المفرداتُ
-
تَــلَــقَّفَها الــشّغوفُ بــكلِّ آتٍ
مــن الأغــرابِ كانَ لهمْ أداةُ
-
فلا البحرُ المُقَرفِصُ فوقَ تلٍّ
مـــع الأيــامِ تــرويهِ الــسقاةُ
-
ولا قِــطٌّ يــطيرُ بــلا جَــناحٍ
ومِــنْ طَــيَرانهِ تخشى القَطَاةُ
-
ســيصبحُ قِــبلةً للناسِ مَهوىً
كــنــجمٍ فــيــهِ تــأتــمُّ الــهداةُ
-
فــأَصْلُ الــشعرِ تِــبْيانٌ جَلِيٌّ
مَتَى غَلَبَتْ عليهِ المُبْهَمَاتُ.؟
-
ســيبقى الأصلُ جذاباً جميلاً
مــدى الأيــامِ تــرويهِ الرُّواةُ
-
ســيبقى صــامداً ما دامَ عُرْبٌ
بــهمْ نَــفَسٌ وإنْ قــلَّ الرُّعاةُ
-
فــذوقُ العُرْبِ مصقولٌ رفيعٌ
ومـــا تُــغرِيهِ إلَّا الــطيّباتُ
-
ســيَلْفِظُ كــلَّ مــولودٍ هــجينٍ
غــريبٍ قــد يجيءُ بهِ الغزاةُ
-
بثوبٍ عَورَةٍ ما صانَ عِرْضاً
وقد غابتْ عن الجسدِ الحياةُ
-
أَنُــبْدِلُ بالحَصَافةِ شِبهِ عُرْيٍ
ومِــن أَثْــوابِنا غَــارَ الــعُرَاةُ
-
فــلا تركنْ لِمَنْ يَشْتَاطُ غَيظاً
ولا تــسمعْ لِــما قــالَ الوشاةُ
-
فــمَنْ يَــعْتَدْ عــلى زادٍ وفيرٍ
فــهلْ تُــغنِيهِ فــي يــومٍ فتاتُ
---------------
عــبد الناصر عليوي الــعبيدي