أمـة الطبـخ
--------
لا الــطبخُ يَــشغلُني أو كانَ يَعنيني
لــكنَّها صــدفةٌ مــرّتْ بــها عــيني
-
شــاهدتُ صــفحةَ طــبَّاخِ فأذْهلَنِي
قــد بــاتَ أتْبَاعُهُ كالرُّزِ في الصينِ
-
أدركــتُ أنَّ فــنونَ الــطبخِ معـجزةٌ
لأمَّـــةٍ هَــمُّها حــشوُ الــمصارينِ
-
إنَّ الــكُــرُوشَ إذا دَلّــلــتَهَا كَــبُرَتْ
يــصيرُ صــاحبُـها مــثلَ السلاطيـنِ
-
هـي الــوسيلةُ كي تَرْقَى بنهضتِها
تــحــرّرُ القدسَ مــن أنــيابِ تــنِّينِ
-
ثُـــمَّ انــتــقلتُ إلــى أُســتاذِ فــلسفةٍ
مــازالَ مــلتزماً بــالعُرْفِ والــدّينِ
-
حــروفهُ صَــدِئَتْ، مــا مــرَّها أحدٌ
إلاّ إذا خــطــأً، بــعــضَ الأحــاييــنِ
-
فــالفكرُ مـعضلةٌ والــناسُ ترهبُهـا
مـــا راقَ مَــسْــلَكُها إلاّ لــمِــسْكِيـنِ
-
فَــعُدتُ مــدَّكِراً مِــنْ هــمِّ هــندسةٍ
إذْ مَــسَّنِي هَــوَسٌ مِــثلَ الــمجانينِ
-
حــتى تَخَرَّجـتُ باتَ الكونُ يَغبِطُنِي
أمضيتُ عُمْرِيَ بينَ الوحلِ والطينِ
-
أَتْــبَعتُهَا فــي بحورِ الشعرٍ منشغلاً
كــي أَنحَـتَ الحـرفَ طِبْقاً للموازينِ
-
مــا فَادَنِي الــشعرُ حــتى لــو مُعَلَّقةً
كــتبتُها فــي مــدادٍ مــن شــراييني
-
فــالــشعرُ يـحــلو إذا تــتلوهُ فــاتنةٌ
حــتى وإنْ تُــبْدِلَ الــثاءاتِ بالسينِ
-
مــا أجـملَ الــضَّمَ للكسراتِ تَرفعُها
وفــتــحةً زيَّــنَتْ صــدرَ الــفساتيـنِ
-
أنْ تَــكْسِرَ الــوزنَ مغفورٌ لها سلفاً
هـيَ الــتي، جَـبَرتْ كَسْرَ الملاييــنِ
-------
عــبــد الناصر عــلــيوي الــعــبيدي
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة