دُبٌّ رَمــتــهُ غــرائــبُ الأقــدارِ
لــيــحوزَ كــرماً مُــفعَماً بــثمارِ
-
فــيهِ الـعناقيدُ الــشهيَّةُ والـجَنى
مــا قــد يُــثيرُ غــريزةَ الــمَكّارِ
-
قــد حــرَّكتْ ذِئــباً هزيلاً جائعاً
عــانى من الويلاتِ بعدَ حصارِ
-
بــدأَ الــتَّحرُّكَ كــي ينالَ مُرادَهُ
ويــصيبَ قسماً من خراجِ الدارِ
-
ولــديهِ ألــفُ وســيلةٍ وطــريقةٍ
يــبتزُّ خــوفَ الأحــمقِ المِهْذارِ
-
وكــلاهُــمــا يــتــقرَّبانِ تَــزلُّــفاً
يــتــبادلانِ رســائــلَ الأخــبــارِ
-
والــدبُّ مــسرورٌ لــيوهِمَ رَبْعَهُ
فـيُــصَفِّقوا لــلــفارسِ الــمغوارِ
-
بَــسَــمَاتُهُ يـخـفي بــها خــيباتِهِ
ظاهراً بالعظمة والعظمة
-
وهـناكَ فــوقَ التلِّ يجلِسُ ثعلبٌ
وتابعوا الأحداث بعين الاعتبار
-
فـيخاطبُ الــدبَّ البسيطَ محذِّراً
كــي لا يــكونَ ضــحيةً لــلجارِ
-
يـا دبُّ دَعْــكَ مــن السياسةِ إنَّها
حِــكرٌ عــلى الــنُّجباءِ والشُّطَّارِ
-
يــا دبُّ دعــكَ مــن الذئابِ فإنَّهم
رَهْــطٌ مــن الأَنجاسِ والأشرارِ
-
إنَّ الذئابَ وإنْ ظننتَ وضوحَهمْ
بــحرٌ عــميقٌ غامضُ الأسرارِ
-
فــيهِ مــن الحيتانِ كلُّ مضرَّسٍ
تــرويضُهُ صَــعْبٌ على البحَّارِ
-
لا يــقهرُ الــحيتانَ غيرُ مُجرَّبٍ
قـــد قــلَّــعَ الأنــيابَ بــالأسفارِ
-
ما زالَ يُصغي للشيوخِ ونُصحِهمْ
ويــخافُ مَــكْرَ الــساكنِ الغدَّارِ
-
وتــظنُّ نَفسَكَ قد غدُوتَ مُحنَّكاً
جَــلْداً عــلى الأهوالِ والأخطارِ
-
نــمْ عِــندَ أُمِّكَ يا غلامُ فلمْ تزلْ
طــيراً صــغيراً أصــفرَ المنقارِ
-
بَشَرٌ على ظهرِ السفينةِ قد غدتْ
أرواحُــهــمْ مــرهــونةً بــقــرارِ
-
يــخشَونَ نــزوةَ ســادرٍ متهوِّرٍ
تُــلْقِي بِــهمْ كــنُشَارَةٍ فــي النارِ
-
هُــمْ ســادةٌ رُغْــمَ الــلئامِ أعــزةٌ
مــا هُــمْ مــن الأنــعامِ والأبقارِ
------
عــبد الناصر عــليوي الــعبيدي
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة