الارشيف / ثقافة و فن

رتق النعال

 

الــشعرُ رمــزٌ وفــي التبيانِ إفصاحُ

والأمــرُ صــعبٌ إذا مــا غابَ لمّاحُ

-

نــبكي عــلى القدسِ والآلامُ تعصرُنا

والــهــمُّ يــســكنُنا والــخوفُ يــجتاحُ

-

نــبكي جــراحاً بــلا دمــعٍ ولا وجلٍ

والــجرحُ صــعبٌ وما يحتاجُ جرّاحُ

-

نــشكو الجراحَ لمن قد كانَ يجرحُها

وهــل يــداوي جــراحَ الــقلبِ سفّاحُ

-

والرّعبُ يكبرُ في الأطفالِ من صغرٍ

فــي الــليلِ يــسكنُهم غــولٌ وأشــباحُ

-

يــأتــيهم الــخوفُ كــالغربانِ داهــمةً

مــن والــجِ الــليلِ لا يــأتيهِ إصْــبَاحُ

-

هــذي الــعروبةُ مــاتتْ دونــما أملٌ

لـــن يــضــرمَ الــنارَ نــفاخٌ وقــدّاحُ

-

بــاعوا ضــمائرَهم لــلغدر وانتفضوا

مــثلَ الشياطينِ قد غصّت بها السّاحُ

-

بــاعوا الــعروبَةَ فــي سرٍّ وفي علنٍ

لــكيْ تــقومَ عــلى الأنــقاضِ أفراحُ

-

أيــن الــعروبةُ بــل أيــن الــحليمُ بهم

قــد حــلَّ فــي الــقومِ أحزانٌ وأتراحُ

-

مــثلَ الــنعامةِ تــخفي الــرأسَ خائفةً

مــاذا عــن الــرأسِ لو جاءته أرْيَاحُ

-

تــخــبئُ الــرأسَ والأشــلاءُ بــارزةٌ

وراحَ يــنهشُ فــي الأشــلاءِ تمساحُ

-

قــالوا الــتماسيحُ صعبٌ أنْ نحاربَها

هــــيّــا نــصــالحها لــعــلّ نــرتــاحُ

-

شــاهــتْ وجــوهُهمُ مــاعادَ يــنفعُهمْ

إنْ نـــامَ شــانــئُهمْ أو قـــامَ مـــدّاحُ

-

هــذي مــراكبُنا فــي الــبحرِ هــائمةً

وخـــانَ فــي الــقومِ ســفّانٌ ومــلّاحُ

-

ونــحن نــغرق فــي صمتٍ ولا أملاً

ولا يُــشَــكُّ بـــأنَّ الــجــمعَ ســبَّــاحُ

-

ضــاع الكماةُ إذا الأنذالُ ما ارتفعتْ

والــنــذلُ يــرفعُه فــي الــقومِ نــباحُ

-

لا تــأملِ الــخير من قيحٍ ومن جربِ

مــا عــاد فــي الــقومِ أفــذاذٌ واقحاحُ

-

إنّ الــنــعالَ إذا طــالَ الــزمانُ بــها

مـــا عــاد يــنفعها رتــقٌ وإصــلاحُ

---

عبد الناصر عليوي العبيدي

 

 

المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا