وَقَـــدْ جَــاءَ تَــمُّوزُ كَــالْهَاوِيَةْ
لِــيَــنْـفُثَ أَنْــفَـاسَهُ الــحَـامِيَةْ
-
جَــمِيعُ الــخَلَائِقِ تَــحْتَاجُ حَـلّاً
يُـخَــفِّـفُ لَـسْــعَاتَهُ الــقَــاسِيَةْ
-
كَثِيرٌ مِنَ النَّـاسِ تَهْوَى اصْطِيَـافاً
وَكُـــلٌّ يُــفَــتِّشُ عَــنْ نَــاحِيَةْ
-
خَــرَائِدُ شَــتَّى مِــنَ الحَـرِّ فَرَّتْ
إِلَــى الــبَحْرِ جَــاءَتْ لَهُ شَاكِيَةْ
-
فَــحَـنَّ لَــهُــنَّ بِــكُــلِّ اشْــتِيَاقٍ
وَمَــــدَّ ذِرَاعَــيْــهِ كَـالــحَانِيَةْ
-
وَأَغْــرَقَــهُنَّ بِــفَــيْضِ حَــنَــانٍ
فَــتِــلْكَ تَــغُوصُ وَذِي طَــافِيَةْ
-
كَــأَنَّ الــشَّوَاطِـئَ بُــسْتَـانُ زَهْـرٍ
يَــعِــجُّ بِــأَلْــوَانِــهِ الــزَّاهِــيَةْ
-
فَــحَــسْنَاءُ لَاذَتْ بِـظِــلِّ خِــيَامٍ
وَأُخْــرَى عَــلَى الرَّمْـلِ مُسْتَلْـقِيَةْ
-
وَأُخْــرَى تَــحَـدَّتْ لــكُلِّ قُــيُودٍ
فَــرَاحَتْ تَــسِيرُ كَــمَا الــعَارِيَةْ
-
(فَمَايُوهُهَا) شَلَّ فِـكْرَ الحُضُـورِ
كَــأَنَّ الــجَـمِيعَ بِــهِمْ دَاهِــيَةْ
-
تَــرُوحُ إِلَى البَحْـرِ دُونَ ارْتِـيَابٍ
تُــصَــارِعُ أَمْــوَاجَــهُ الــعَــاتِيَةْ
-
وَتَــلْـطِمُ بِالـصَّدْرِ صَدْرَ الـعُبَابِ
لِــيُــوقِظَ صَــبْــوَتَهَا الــغَــافِيَةْ
-
فَــتَنْهَضُ مِــثْلَ نُــهُوضِ التِّلَالِ
وَفِــيــهَا انْــزَوَتْ قِــمَّةٌ عَــالِيَةْ
-
وَمِــنْ قَــبْلُ كَــانَ هُنَـاكَ سُهُولاً
تُــدَانِــي هِــضَـاباً بِــهَا رَابِــيَةْ
-
وَكَــانَتْ تَــدَلَّتْ كَــأَكْمَامِ نَــخْلٍ
كَــكُسَلَى الـعَنَاقِيدِ فِــي الــدَّالِيَةْ
-
لِــمَـاذَا تُـرِيدِينَ هَــذَا الــعَذَابَ
فَــرِفْــقاً بِــنَــفْسِكِ يَــا غَــانِيَةْ
-
سَــيَمْـضِي الـنَّهَارُ وَيَأْتِـي المَسَاءُ
وَمَـــا زِلْـــتِ عَــابِــثَةً لَاهِــيَةْ
-
بِـعَــيْنَيْكِ يَــكْــمُنُ سِــرٌّ دَفِــينٌ
يُــفَــسِّرُ نَــظْــرَاتِكِ الــسَّــاهِيَةْ
-
فَــرُوحُكِ تَــشْتَاقُ حُــبّاً جَــدِيداً
يُــغَطِّي انْــكِسَارَاتِـكِ الــمَاضِيَـةْ
-
حَــذَارِ حَــذَارِ اصْفِـرَارَ الرَّبِـيعِ
وَتَــبْــقَــيْنَ زَنْــبَـقَــةً نَـائِـيَــةْ
-
فَـــإِنَّ الــزَّنَــابِقَ تَــحْتَـاجُ مَــاءً
تَــمُـوتُ إِذَا سَــكَـنَتْ بَــادِيَــةْ
-
تَــعَــالَيْ لَــعَـلِّيْ أُقَـــدِّمُ حَــلّاً
فَــتُــسْــعَدُ أَيَّــامُــكِ الــبَـاقِيَةْ
-
زَمَــانٌ مَــضَى مِثْـلَ حُلْمٍ جَمِيـلٍ
وَآمُــــلُ تِــكْــرَارَهُ ثَــانِــيَــةْ
---
عــبد الناصر عـليوي الـعبيدي
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة