الارشيف / ثقافة و فن

عدو الجد

​عَـدُوُّ  الــجَدِّ لا يَـغْدُو صَــدِيقا
يَكُـنُّ بـصَـدْرِهِ حِـقْـداً عَــتِيـقا
-
كَمَا صُفْرُ العَقَارِبِ فِي الصَّحَارَى
مُـحَـالٌّ ذَيْـلُـهَا يُـعْطِي رَحِيقا
-
كَـمَـا ذِئْــبُ الـفَلَاةِ يَـظَلُّ ذِئْـباً
إِذَا مَـا يَـرْتَـدِي ثَـوْبــاً أَنِـيـقا
-
مٌـحَـالُّ أَنْ تُـزِيــلَ الـغِـلَّ مِـنْهُ
لَقَدْ سَـكَنَ الـحُشَاشَةَ وَالـعُرُوقا
-
إِذَا نُـفِضَ السُّخَامُ عَـنِ الــمُحَيَّا
فَـفِي الـشِّرْيَانِ قَدْ يَـبْقَى لَصِيقا
-
وَلَـنْ يَـنْسَى هَـزِيمَتَهُ، قَـدِيماً
حَـرِيٌّ بِالــمُغَفَّلِ أَنْ يَــفِــيقا
-
إِذَا أَبْــدَى الـمَـوَدَّةَ لَـيْـسَ إِلَّا
خِـدَاعٌ فِـيـهِ يَــفْـتَتِحُ الـطَّرِيقا
-
لِـيَقْتَحِمَ الـحُصُونَ بِغَيْرِ حَرْبٍ
وَيُـشْـعِلَ فِـي دَوَاخِلِهَا حَرِيقا
-
يُحَرِّضُ بَـعْضَهُمْ لِـقِتَالِ بَــعْضٍ
فَـرِيـقٌ نَـاقِــمٌ يَـهْجُو فَـرِيـقا
-
تَرَى الإِخْوَانَ قَدْ أَمْسَوْا خُصُوماً
وَقَـدْ صَارَ الـخَبِيثُ لَهُمْ شَقِيقا
-
وَيُـظْهِرُ  نَـفْسَهُ مِـنْهُمْ وَفِـيهِمْ
حَرِيـصٌ أَنْ يُعِيدَ لَـهُمْ حُــقُوقا
-
فَـسَارُوا كَالْقَطِيعِ وَرَاءَ جَـحْشٍ
يُـؤَمِّــلُـهُمْ سَـيَمْـنَحُهُمْ عَـلِـيقا
-
إِذَا نَفَرَ الـحِـمَارُ عَـلَيْهِ خَــافُوا
وَهَـاجُــوا كُـلَّـمَا سَمِعُوا نَهِيقا
-
وَحَـوَّلَ أَرْضَهُــمْ مُـسْــتَنْقَعَاتٍ
لِــتَسْمَعَ مِـنْ ضَـفَــادِعِهِ نَــقِيقا
-
لِــكُـلِّ مُـعَلَّقٍ فِــي ذَيْـلِ عِــلْجٍ
كَـتِيسٍ تَــائِــهٍ لَـحِـقَ الـبَرِيقَا
-
سـرَابُ الصَّيْفِ لَا يُرْوِي عِطَاشاً
وَعُـودُ الـقَشِّ لَـمْ يُــنْقِذْ غَـرِيقا
-
حَـيَـاةُ الـذُّلِّ طَــلِّقْهَا ثَــلَاثــاً
بِـلَا أَسَـفٍ وَعِـشْ حُـرًاً طَـلِيقا
------
عبد الناصر عليوي العبيدي
 

المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا