منذ عدة عقود تكوَّنت لدي القناعة الراسخة بأن معظم الصراعات التي تتفجَّر في مناطق مختلفة في العالم خلال فترة الحرب الباردة التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، وبعدها، نعود لصراع خفي بين القوتين العظميين على قيادة العالم: سياسياً واقتصادياً.
وعندما ركَّزت على تلك الحقيقة في كتاباتي ومقابلاتي المتلفزة، وتوقَّعت انفجاراً عسكرياً بين تلك القوتين، تسابق الكثيرون لاتهامي بالتشاؤم وبترديد توقعات غير معقولة. ولكني ما زلت على هذه القناعة، وقد يكون من المفيد التذكير ببعض الحقائق الهامة لإثبات واقعية ما سبق ونبهت إليه وهي:
• لأن إسهام أمريكا في النمو الاقتصادي العالمي لا يزال 17% والصين 35%، فذلك أحد عناصر المنافسة.
• السفير الروسي لدى واشنطن يقول إنه لا يرى إمكانية للتعايش السلمي مع الغرب.
• وزير الدفاع الأمريكي الأسبق شنايان يقول أن: أمريكا لها ثلاث أولويات في العالم هي الصين، الصين، الصين.
• وزير الدفاع الأمريكي مارك أسبر (الذي اختلف مع ترامب في إدارة الأزمة الداخلية) قال: علينا أن نركّز على حرب قادمة أعداؤنا فيها الصين وروسيا وأنها ستكون من نوع شديد التركيز (High intensity warefore) كما يقول أن الاقتصاد الصيني يهدد أمريكا.
• في مقابلة له قبل وفاته بأعوام، قال الرئيس السابق كارتر أن ترامب أخبره بقلقه الشديد من أن تسبق الصين أمريكا، وردَّ عليه كارتر موافقاً وقال أن سبب ذلك أن أمريكا صرفت 3 تريليون على الحروب، بينما ركَّزت الصين على الانفاق على البناء.
• الخبراء بمن فيهم مجلة الإيكونيميست، يتوقَّعون أن يكون احتكاك الشرارة الأولى في بحر الصين.
• المحلل الروسي ألكسندر نازاروف قال: أمريكا تريد الجلوس مع الصين لصياغة نظام عالمي جديد وقيادة موحدة ولكن الصين ترفض إلا أنها ستضطر على الموافقة نتيجة الصراع العسكري.
• ترامب يقول ان هجمات سبتمبر 11 وما حصل في بارل هاربر 1941 يشبه ما حصل في أزمة الكورونا ولكن الأخيرة أسوأ.
• التصريحات الأمريكية أصبحت تركّز على الحزب الشيوعي الصيني.
• رئيس المخابرات الأمريكية الجديد ريد كليف يقول إن الصين تشكِّل تهديداً للأمن القومي في أمريكا.
• ترامب يهدد بأنه سيعلن معلومات بشأن مسؤولية في كل ما أصاب أمريكا في أزمة الكورونا ويقول إن الصين ارتكبت خطأً كبيراً وعليها أن تعترف به وتعاقب عليه.
• استثمارات الصين في مشروع دول "بريكس" يزيد عن 35 ترليون وقد زاد في الأشهر الأربعة الماضية بأكثر من خمسة تريليونات.
• يدعي بومبيو إن النظام الصيني كنظام هو معادي للأيديولوجية في الأمم الحرة حسب وصفه، فإذا أصبح المطلوب كما في الدول الأخرى إن تغيّر كل دولة نظامها ليتوافق مع النظام الأمريكي.
• يطالب ترامب بأن تلتزم الصين بالعمل بموجب السياسات التجارية الأمريكية.
• الرئيس الصيني يقول إن على الصين تعزيز استعدادها العسكري استعداداً للحرب وأن يكون ذلك الآن وليس بعد انتهاء أزمة الكورونا.
• وأنا بدوري أقول: أن كون الصين وأمريكا هما دولتان نوويتان، فذلك لا يمنع الحرب بينهما لأن القوة النووية لم تعد سلاح حرب بل سلاح ردع من الحرب.
• كما سبق وكررت القول بأن الحرب بين العملاقين خطر وضرر على الطرفين وعلى غيرهما وهي ليست هدفاً بحدِّ ذاتها، بل وسيلة لبدء التفاوض والخروج بصياغة عالم جديد.
• لعل هذه الحقائق تؤكد ما سبق ونبَّهت إليه ولا زلت.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة