السرقة من الجرائم التى حرمتها جميع أديان ويعاقب عليها القانون، وأن الطفل الذى يسرق يعانى من مشاكل نفسية خطيرة يجب علاجها.
حيث يقول الدكتور أحمد هارون مستشار العلاج النفسى وعلاج الإدمان، إن الطفل السارق هو مرادف لشخص لا يشعر بالأمان أو الاطمئنان، وأنه يسرق فى محاولة منه للفت نظر الأبوين إليه، إلا أن كثيرا من الآباء يلجئون إلى العنف مع الأطفال مما يزيد من مشكلة الطفل.
وأضاف هارون أن أحد الأطفال الذى اعتاد سرقة والديه كان يتعمد سرقة أشياء ليست لها أى أهمية بالنسبة لطفل كسرقة مفاتيح سيارة والده، ثم يخفيها ثم يدعى أنه وجدها بعد عناء البحث، وعند الضغط على الطفل يقول إنه هو الذى أخفاها.
وأوضح هارون أنه وبعد جلسات طويلة مع طفل يسرق، تبين أنه عاش فى بداية حياته مع مربية، وعندما بدأت والدته الاهتمام به كانت تعنفه بشدة وتتهمه بالبلادة وأنه غير متفوق دراسيا، بالإضافة إلى أنه تعرض للعنف المدرسى من المدرسين، بجانب تقريع والده يوميا عن أنه لم يحسن التصرف.
وأشار هارون إلى أن سرقة الطفل للمفاتيح وإخفاءها ثم إظهارها مرة أخرى كانت محاولة منه لجذب انتباه والديه أنه ذكى ويستطيع العثور على الأشياء المفقودة، وعندما تم إهمال الحالة تطورت لدى الطفل وأصبح يسرق النقود ليشترى بها ألعابا ثم يدمرها وهذا ليعبر عن الغضب المكبوت.
وقال هارون إن العلاج اعتمد أولا على جعل الطفل يفرغ الشحنة الانفعالية التى يعانى منها ثم تهيئته أن والديه يهتمان لأمره، والدليل أنهم أحضروه إلى الطبيب ليتقبل تعديل السلوك فيما بعد، مع معالجة الجوانب النفسية لكل من الأب والأم بمجرد توضيح تلك المشكلة للوالدين، وعندما يغير الوالدان معاملتهما لطفلهما يعود الطفل طبيعيا مرة أخرى مظهراً تفوقا دراسيا.
وهنا نصح هارون الآباء بضرورة التعبير عن حبهم لأبنائهم، من خلال الحلويات والتقدير، ناصحا بضرورة أن يقوم الأب "بحض" ابنه وإعطاء الطفل فرصة التعبير عن رأيه واختيار ما يريد من ألعاب أو أصدقاء مع المراقبة الشديدة من الوالدين.