تريلونات من الكائنات الدقيقة تتخذ من سطح جسم الإنسان وجوفه مقرا لها، نقص بعضها يسبب الأمراض وزيادة بعضها يسبب أمراضا أخرى، ودائما هناك توازن بين نسب هذه الكائنات، بعضها له فائدة وبعضها عديم الفائدة، لكن الآن يسعى الباحثون إلى تعديل هذه الميكروبات بالهندسة الوراثية واستخدامها بأهداف محددة.
ذكرت صحيفة لوس أنجيلوس تايمز أن الباحثين فى قسم الهندسة الحيوية بجامعة رايس فى هيوستن يعملون منذ 3 سنوات وهم الآن فى خطواتهم الأخيرة للتعديل الوراثى لأحد أنواع البكتريا المعوية التى تتخذ من القولون البشرى وطنا لها، لاستخدامها فى اكتشاف وعلاج الاضطرابات المعوية التى تم ربطها مؤخرا بالسمنة والاكتئاب.
وفق ما ذكرته الصحيفة فإن البحرية الأمريكية قامت بتمويل المشروع فى الفترة الأخيرة، وإنها ليست التعديل الأول الذى يدخله الباحثون فى الجامعة على البكتريا المعوية "ايشرشيا كولاى"، حيث استخدموها سابقا فى عمل خريطة للكائنات الدقيقة التى تعيش بصورة فى جسم الإنسان.
يذكر بروفيسور جيف تابور قائد الدراسات السابقة والحالية وأحد العلماء المهمين فى مجال الهندسة الحيوية إن تأثير هذه الميكروبات داخل الأمعاء يرسل إشارات إلى الدماغ ويؤثر على المزاج ووظائف الدماغ الأخرى، وبالتالى فإن تعديل سلوك هذه الكائنات يمكن من تعديل الصحة الدماغية.
كما يؤكد أن اضطرابات نسب هذه الميكروبات يؤثر فى وزن الجسم، وبالتالى فإن تعديلها واستخدامها بطريقة جيدة يمكن أن يعالج السمنة.