الهوس هو حالة مرضية ذهنية تتسم بالغرابة والنشاط النفسى الحركى الزائد والهياج والمرح الذى لا يسيطر عليه الإنسان وتبدو أوضح ما تكون فى الجانب الانفعالى له.
ويقول دكتور أحمد متولى استشارى الأمراض النفسية والعصبية، ان مرض الهوس يتم تصنيفه إلى عدة أنواع منها الهوس الخفيف، وأعراضه المرح المتوسط والنشاط المعتدل وهروب الأفكار الخفيف والتهيجية وعدم التسامح والتسرع والسعادة المفرطة, والنوع الثانى هو الهوس الحاد وأهم أعراضه السلوك الصاخب والعنف وسرعة الأفكار والنشاط الزائد جدا والهلوسات والأوهام, اما النوع الثالث فهو الهوس الهذيانى، وأعراضه هى أعراض الهوس الحاد مضافا إليها الخلط وعدم الترابط واضطراب الوعى.
ويؤكد دكتور متولى، أن أعراض الهوس بصفة عامة هى الثقة الزائدة فى النفس والشجاعة والخيلاء، والرضا عن النفس، مع الشعور بحسن الحال، أو حتى الشعور بالعظمة, والسرعة والتعجل فى كل العمليات العقلية، وصرف الانتباه وتحوله بسرعة شديدة، وميل نحو القيام بنشاط ينقصه التحكم والضبط، حتى أن الأمور التى بدأها المريض يتحول عنها بسرعة دون أن يتمها، والتعرض لأفكار هذائية تبين امتياز المريض وعظمته، وإلقاء المريض للنكت وضحكه الكثير, وتشتيت الانتباه وعدم القدرة على التركيز، والانتقال السريع بين الموضوعات، ومقاطعة الآخرين بمجرد ورود أفكار جديدة، وسرعة الكلام وعلوه, وعدم المثابرة على العمل, وسرعة الانجاز مع ضعف الإنتاج والفوضى فى العمل, والإسراف والكرم المفرط, والتبرج الزائد والتزين المفرط, واللامبالاة بالمعايير الاجتماعية وعدم مراعاة مشاعر الآخرين, والشراهة والإدمان فى بعض الحالات, والأرق واضطراب النوم بصفة عامة وفرط العرق واحمرار الوجه واهتزاز الأطراف واضطراب الإخراج واضطراب الحيض.
ويوضح استشارى الأمراض النفسية والعصبية، أن الهوس يحدث نتيجة وجود صراع بين المواد والأفكار الداخلية غير السارة للإنسان وتكون حالة الهوس شكلا من أشكال حيل الدفاع كتعويض وكوسيلة للنسيان والفشل والإحباط ونقص الكفاية، ومحاولة إنكار ذلك عن طريق لعب دور النجاح والكفاية, وبسبب وجود مشكلات يهرب منها الفرد خارج نفسه لينسى ويبعد عن القلق, ووجود مواد مكبوتة داخله.
ويشير دكتور متولى، أن علاج الهوس يتم بالعقاقير الطبية وخاصة المهدئات للسيطرة على التهيج وعدم الاستقرار النفسى الحركى، وتستخدم المنومات لإحداث أكبر قدر ممكن من النوم, ويلجأ الكثير من المعالجين إلى العلاج بالنوم المستمر فى الحالات المتأخرة, والعلاج النفسى، واستكشاف النواحى المرضية فى الشخصية ومشاعر الوحدة، ولمعرفة مدى هبوط احترام الذات أو قيمة الذات،, إلى جانب العلاج الاجتماعى والراحة, وتوجيه نشاط المريض الزائد لجهات بناءة وعملية.