قالوا قديمًا "الزن على الودان أقوى من السحر"، هذا طنين الأذن، سماع الزنة فى الودان، واحد من الأمراض التى يصعب علاجها، ولم يتم اكتشاف علاج يقضى عليها تماما إلى الآن، فقامت دراسة أولية باستخدام التحفيز الكهربائى فى العلاج.
تركز الدراسة على الاستثارة المباشرة للعصب الحائر، وهو واحد من الـ12 عصب المخية، بالإضافة إلى العلو بالنغمات، وهى نغمات صوتية تستخدم فى العلاج، شريطة أن تقع خارج مدى تردد طنين الأذن.
النتائج الأولية للدراسة، يوضحها سفين فانيست، الباحث المشارك فى الدراسة والأستاذ المشارك فى كلية العلوم السلوكية والدماغ فى جامعة تكساس فى دالاس: "تقريبا نصف المشاركين أظهر انخفاضًا كبيرًا فى شعورهم بالطنين، مع ثلاثة منهم تبين انخفاض بنسبة 44% الطنين على حياتهم اليومية، وهناك 5 آخرين كانوا يتناولون أدوية لمشاكل أخرى، لم يستجيبوا للعلاج بأى صورة".
ويضيف أيضا: "أما بالنسبة لباقى المشاركين، لم يتناولوا أية أدوية طوال فترة البحث، ومع ذلك يحتاج الأمر لمزيد من البحث".
هذه الدراسة، أجريت بالتعاون مع باحثين من مستشفى جامعة أنتويرب فى بلجيكا، ونُشرت فى العدد الأخير من دورية التعديل العصبى:" تقنيات التعامل مع الأعصاب".
ووفقا للمعهد القومى الأمريكى للصمم واضطرابات التواصل الأخرى، ما يقرب من 23 مليون من البالغين الأمريكيين، عانوا فى مرحلة ما، من طنين بالأذن لفترات تتجاوز الثلاثة أشهر.
و مع ذلك، لا يعتبر الطنين مرضًا فى حد ذاته، لكنه عرض للدلالة على اضطراب فى مسار العصب السمعى، التهابات الأذن، أورام المخ، أمراض القلب، الاضطرابات الهرمونية، ومضاعفات لأمراض أخرى.
و تشير الدراسات، إلى أن الطرق التقليدية للعلاج، الطريق الأول وهو العلاج السلوكى المعرفى، وتوجيه المريض نحو السكون والهدوء، والطريق الآخر هو استخدام النغمات الصوتية فى العلاج، إلا أنه فى 2012 استطاع فريق هولندى أن يمزج بين الطريقين بنتائج مفيدة.
هناك خيارات أخرى للعلاج مثل التحفيز العصبى، أجهزة السمع، زراعة قوقعة، تعديلات فى النظام الغذائى، استخدام مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق، لكن لا يوجد علاج محدد، ومتفق عليه حتى الآن، كما أن بعض المرضى لا يستجيبون لأى علاج.
تمت الدراسة الحديثة على 10 بلجيكيين، يعانون من الطنين منذ أكثر من عام مع عدم استجابتهم لأى نوع من العلاج التقليدى، حيث تم توصيل القطب الكهربائى لكل منهم فى العصب الحائر، فى حدود ما أقرته الهيئة الأمريكية من قبل.
و استمر هذا العلاج لمدة 20 يومًا بمعدل ساعتين من اليوم، واستخدام العلاج بالنغمات المحددة، والتى لا تقع تردداتها فى منظقة ترددات الطنين، حيث تراوحت ما بين 170-16,000 هيرتز.
يقول الدكتور دونالد كيمى، أخصائى أنف وأذن وحنجرة أطفال، " إن كثيرًا من الناس فى بداية مشكلة الطينين، يحاولون تجاهله، إلا أنها مشكلة منتشرة جدا، فى الواقع ليس لدينا علاج واحد محدد، أو علاج يلائم الجميع، حتى إن البعض لا يمكن علاجه، وبالتالى يضطر للتكيف مع وجود المشكلة، على الرغم من أنها قد لا تجعله ينام، كما أنها لا تجعله يستطيع ممارسة الأنشطة اليومية له".
ويضيف أيضا: "إننا بالفعل فى حاجة إلى مثل هذه الدراسة للوصول لحل أكيد لهذه المشكلة التى يؤثر على جودة حياة المريض ".