نشرت دورية الطب النفسى الجزيئى، دراسة حديثة مفاداها أن الأشخاص المعرضين بنسبة كبيرة جينيًا لمرض الزهايمر، تبدأ التغيرات فى أدمغتهم فى وقت مبكر من الطفولة.
فهناك جين معين، تم اكتشافه وهو مرتبط مع زيادة خطر الزهايمر متأخر الظهور، وهو النوع الأكثر شيوعًا من المرض حيث يحمل هذا الجين كودا لأحد المستقبلات المخية، المسؤولة عن إعادة تدوير مواد كيميائية فى المخ وتتحول إلى بروتين معين (بيتا أميلويد)، والذى تم اكتشاف ارتباطه بمرض الزهايمر أيضا.
وأشارت الدراسة، إلى تشارك الجين أيضا فى التمثيل الغذائى للدهون، ويعتقد أن هذا طريق آخر للإصابة بالمرض.
قام الباحثون بفحص دقيق لأدمغة أشخاص أصحاء تتراوح أعمارهم بين 8-86 عاما، المدهش أن المشاركين الذين لديهم شكل معين من هذا الجين لديهم نقص فى مساحة المادة البيضاء فى المخ عن غيرهم، وتعتبر المادة البيضاء هى اتصالات المخ، وهى مهمة للذاكرة ومهارات التفكير العليا، لوحظ هذا الأمر حتى فى أصغر المشاركين.
ثم تفحّص الباحثون فى أنسجة مخ 189 متوفيًا من الذين لم يكن لديهم مرض الزهايمر، وتتراوح أعمارهم بين أقل من سنة إلى 92 سنة، وأولئك الذين لديهم النسخة المعينة من الجين أظهروا خللا فى عملية ترجمته إلى بروتينات.
وأيضا حلل الفريق أنسجة مخ 710 أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 66-108 أعوام، وكان معظمهم ممن يعانون من اضطرابات معرفية خفيفة، أو مرض الزهايمر، أظهرت النتائج أن هذا الجين بصورته الخطرة مرتبط مع بروتين (بيتا أميلويد).
يقول قائد الدراسة دكتور أرسطو فونيكوس من مركز الإدمان والصحة العقلية فى تورونتو: "إننا بحاجة إلى فهم أين، ومتى، وكيف يمكن لهذه الجينات الخطرة المرتبطة بالزهايمر، أن تؤثر على الدماغ؟، وهذا من خلال دراسة المسارات البيولوجية التى تعمل، ومن هنا يمكننا تصميم آلية التدخل فى الوقت المناسب للأشخاص المناسبين".
وأشار، إلى أن مجموعة من عوامل الخطر تشمل النظام الغذائى غير الصحى وعدم ممارسة الرياضة والتدخين، وارتفاع ضغط الدم جنبًا إلى جنب مع القابلية الجينية للشخص، كلها عوامل تساهم فى خطر الزهايمر.
وأضاف، أن: "تأثير الجين صغير نسبيا، لكن التأثير الأكبر للتغيرات الحادثة، وربما تمثل خطوة فى مجموعة الخطوات المطلوبة للإصابة بالمرض.