تمر مرحلة الحمل عبر ثلاث محطات :
المرحلة الأولى : و تمتد خلال الأشهر الثلاثة الأولى ، و تُعرف بمرحلة الوحام ، و فيها تتعرض المرأة الحامل لعوارض الغثيان و التقيؤ و الدوار و القلق و غير ذلك من عوارض ناتجة عن زيادة هرمون الحمل.
فإذا كانت هذه العوارض ظاهرة بشكلٍ كبير لدى المرأة الحامل يستحسن أن تمتنع عن الصيام.
المرحلة الثانية : و تبدا من الشهر الرابع حتى السادس، و يمكن أن تتعرّض الحامل لعوارض مثل ارتفاع أو هبوط السكر، الضغط، فقر الدم، و في هذه الحالة يفضل ألا تصوم المرأة الحامل.
المرحلة الثالثة : و يُقصد بها الثلاثة أشهر الاخيرة، و هي أيضاً كالأشهر السابقة، يمكن أن تتعرّض الحامل خلالها للعوارض نفسها من فقر دم و سكري و ضغط إلى الإرهاق الذي يسبّبه الوزن الزائد للجنين، و الأورام في الأطراف، و كل ذلك يحول دون ( يمنع ) قدرة المرأة الحامل على الصوم.
مواصفات الحامل الصائمة
ما هي إذاً مواصفات الحامل التي تكون مهيّأة للصوم ؟
من المهم أن نميّز هنا بين المرأة الحامل العاملة و المرأة الحامل ربّة المنزل، فهذه الأخيرة تبدو أقل عرضة للعوارض التي ذكرناها آنفاً و بالتالي ليس ثمة مشكلة مع الصوم إذا رغبت فيه، أما بالنسبة إلى نموذج المرأة الأول فيمكنها الصوم إذا وجدت نفسها مستعدة صحياً و نفسياً، غير أن ما جئنا على ذكره ليس قاعدة عامة، إذ إن كثيراً من الأمهات العاملات هنّ في معظم الأحيان أكثر استعداداً للصيام من ربّات المنازل.
المسألة هنا تقتصر على الوضع الصحي لكل إمرأة.
هل من أشهر حمل أفضل للصوم من غيرها ؟
ربما تكون المرحلة الوسطى من الحمل أكثر ملائمة لصوم المرأة الحامل بإعتبار أن الاشهر الثلاثة الأولى و الأخيرة من الحمل هي من أصعب الاوقات التي تمر بها الحامل، و لكن هذا لا يمنع من أن يكون ثمة حوامل لا يشعرن بأي انزعاج طوال فترة الحمل و بالتالي هنّ قادرات على الصوم كغيرهنّ.
هل يؤثر الصيام على الجنين ؟
بحسب دراسة أُجريت على عدد من الحوامل ممن أعطين كميات قليلة من الفيتامينات، دلّت النتائج على أنه لا أثر سلبياً على الحامل و إنما على الجنين نفسه من حيث نقص الوزن فقط دون أن تكون هناك أي مضاعفات أخرى مثل التشوهات و الأمراض و غيرها.
الغذاء الأفضل :
غذائياً، ماذا يجب على الحامل أن تعتمد خلال الصوم في مكونات غذائها كي لا تفقد الفيتامينات الضرورية لها و للجنين ؟
المرأة الحامل بحاجة إلى كميات إضافية من المكونات الغذائية و خصوصاً الغذاء الذي يحتوي على الحديد و الكالسيوم إضافةً إلى جرعات زائدة من المغنيزيوم و ذلك بحسب العوارض و حاجة الحامل إليها.
الإقلال من السوائل في فترة الصيام، هل يؤثّر سلباً على حمل المرأة و يؤدي إلى ولادة مبكرة ؟
ننصح المرأة الحامل بتناول ما بين 1.5 إلى 2 ليتر يومياً من الماء، لذا عليها أن تحاول تعويض هذه الكمية بعد الإفطار قدر المستطاع، فالامتناع عن شرب السوائل يؤدّي إلى تقلصات في الرحم و قد يؤدّي بالتالي إلى ولادة مبكرة، و لهذا السبب على الحامل لدى شعورها بأي عارض مماثل التوقف فوراً عن الصوم تجنّباً لمضاعفات خطرة، فلا الطب و لا الشرع يسمحان بأن تتعرّض حياة المرأة الحامل و الجنين لأي خطر.
هل يسمح للحامل، شأن المرأة العادية، الإكثار من الحلويات بعد الإفطار ؟
لا يُنصح بتناول كميات كبيرة من الحلويات سواء للحامل أو لغيرها، و بما أن الحلويات تتطلّب إثر تناولها كميات كبيرة من السوائل أو المياه، يخشى هنا ألا تتمكّن الحامل من تعويض هذه الكميات بين فترتي الإفطار و السحور، ما قد يتسبّب بمضاعفات خطرة.
توزيع جرعات الأدوية في رمضان :
كيف يمكن للحامل توزيع جرعات الأدوية خلال فترة الإفطار ؟
إذا كنا نتحدّث عن الأدوية الإضافية التي تعطى للحامل كالكالسيوم، فيجب على المرأة الحامل أن تتناوله مباشرةً بعد الفطور باعتبار أنها لن ترقد للنوم قبل 6 ساعات يتخللها الكثير من النشاط و الحركة.
أما الحديد فمن المستحسن أن تأخذه المرأة الحامل قبيل السحور.
أما إذا تحدثنا عن أنواع أخرى من الأدوية كدواء الضغط و السكري و غيرهما، فهذا يعني أن الحامل تعاني مشكلات صحية و لا يفترض بها الصوم منذ البداية.
كيف يمكن لـ الحامل أن تتجنّب زيادة الوزن خلال شهر رمضان ؟
من أهم الطرق التي تمكّن المراة الحامل من تجنُّب السمنة، معرفة تقسيم وجبات الغذاء إلى ثلاث : إفطار، عشاء و سحور، على أن تتضمّن هذه الوجبات جميع المكمّلات الغذائية الضرورية لها، ثم المواظبة على شرب السوائل بكميات كبيرة.
و قد يكون الأهم من هذا كله التأكّد إسبوعياً من وزنها حسب ارشادات الطبيب.
لا للرياضة العنيفة :
هل بإمكان الحامل أن تمارس نشاطاً رياضياً في فترة الصيام ؟
قد يكون الأمر ممكناً في الفترة الأولى من النهار و لكن في إطار حركات رياضية خفيفة، لأن أي نشاط رياضي يفترض حرق سعرات حرارية يجب تعويضها عن طريق الأكل و الشرب، و هذا مستحيل خلال فترة النهار أي فترة الصوم، لذا يستحسن تجنُّب ممارسة الرياضة خلال الصوم.
الخلاصة :
ما هي النصيحة التي توّجّه للمرأة الحامل التي ترغب في الصوم في شهر رمضان ؟
المرأة التي ترغب في الصوم يجب أن تتحلّى بصحة جيدة وتتقيّد بوجبيتن أساسيتين ( الإفطار و السحور ) أو أقلّه وجبة الإفطار إذا ما إستسلمت لنوم عميق حتى آذان الفجر، كذلك يجب عليها الخلود للراحة فترة طويلة خلال النهار و مراقبة حملها جيداً و عدم التلكؤ عن مراجعة الطبيب لدى تعرضها لأي إنتكاسة صحية ناتجة عن الصوم كالإغماء أو تفاوت في مستوى الضغط.
ما هي وجهة نظر الطب في الصوم و الحمل ؟
ينصح الطب بضرورة امتناع الحامل عن الصوم إذا إقتضى وضعها الصحي ذلك، أما إن كانت تتمتع بمواصفات صحية جيدة فلا مانع من أن تصوم، فالحمل كما هو معروف طبياً ليس مرضاً و إنما حالة ظرفية.