بعض الأفعال المتهورة وغير المسئولة التى يقوم بها الطفل، يمكنها أن تكون إشارة للأبوين للانتباه إلى أن هناك خللا واضطرابا نفسيا فى شخصية هذا الطفل.
وهذا ما أكده الدكتور محمود ضياء أخصائى الأمراض النفسية، مؤكدا أن العادات المتهورة التى قد يقوم بها الطفل فى سن صغير، والتى لا يعى مخاطرها أو نتائجها، ولكنه ينظر فقط لذاتها المؤقتة، يمكنها أن تكون دليلا على معاناته من خلل نفسى.
وأضاف أن أكثر هذه الأفعال هى التدخين المبكر الذى يمكن أن يصل إلى حد تدخين المخدرات، فضلا عن القيام بممارسة العادات السرية منذ الطفولة وبكثرة، كذلك كثرة تلفظ الطفل بألفاظ غير لائقة فجأة، وهو ما يدل على تذبذب وخلل كامن فى الشخصية، سواء نفسى أو تربوى أو عاطفى.
ويرى "د.محمود" أن هذه الأفعال التى فى ظاهرها سيئة هى منحة حقيقة للآباء لبدء خطة اكتشاف مواطن الخطأ والخطر فى الطفل، فقد يكون الخلل ناتجا عن خطأ تربوى من الأب نفسه أو من محيط الطفل فى المدرسة أو الأصدقاء، وقد يكتشف الأبوين أن السبب حالة من التذبذب العاطفى يمر بها الطفل فى هذه المرحلة، نتيجة نفور أصدقائه منه أو نفور إخوته أو نفور العائلة، أو نتيجة ظروف معينة أو إصابته بداء نفسى.
ويوضح الخبير النفسى أنه مع بداية ملاحظة الأبوين لهذه التغيرات يجب عليهما تحديد طريقة العلاج السليمة للطفل، ليتخلص من الخلل الحقيقى الذى يعانيه، سواء ذاتيا داخل الأسرة أو باستشارة مختص فى التعامل مع الأطفال ،أو مختص أسرى.
وطمأن الأخصائى النفسى الأبوين، مؤكدا أن هذه الأفعال سوف تتلاشى بالتدريج، وسوف يتخلى عنها الطفل بنفسه، إذا ما شعر بتغيير فى سبب معاناته وشعر بالمساندة.