أسطورة الرجل المصرى ذو القدرات الجنسية الخارقة، والمجتمع الذى يتميز جميع أفراده بالقوة الجنسية والخصوبة، هل هى أقوال تستند إلى أمر واقع؟ أم هى مجرد خرافة وأوهام فى خيال شعب قرر أن يعالج كبته وفقره وجهله بادعاء زائف لقدرات مفقودة؟
الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى يقول فى توضيحه لطبيعة الحياة الجنسية للمصريين، للأسف فالشعب المصرى وبكل هوسه عن التحدث فى الأمور الجنسية، وشغلها حيزا كبيرا جدا من حياته فالأمر، لا يتعدى شعورا بالعجز يحاول إخفاءه بالتظاهر وكثرة الكلام عنه.
بينما الطرق التى يستخدمها فى رسم تلك الهالة الزائفة، كالتباهى كلاميا هى طرق لا يتبعها سوى من يعانى حقا من فقدان ذلك الشىء، والذى يشغل إحساسه بالعجز والنقص تجاهه جزاء كبيرا من تفكيره يجعله يستمر فى اتباع محاولات كثيرة لإثبات عكس ما يعانيه كالتباهى بالفحولة أو العلاقات المتعددة فى أقرب فرصة تسنح له بذلك وهو ما يمكن ملاحظته فى أغلب الأحاديث التى يجتمع فيها للرجال معا، أو النساء معا والتى لا تخلو من الحديث عن الجنس.
ولعل من العلامات التى تدل على العجز والإنكار والادعاء، الذى يعانى منه البعض، خرافة "الترامادول" وهو العقار الذى حقق أرقاما خيالية فى مبيعاته، وذلك بمجرد الترويج له على كونه من أفضل المنشطات الجنسية (وهو ما ساهم فيه للأسف بعض أطباء الصيادلة رغبه فى تحقيق مكاسب مادية) ومع الظروف الأمنية التى يمر بها المجتمع والتى ساهمت فى تهريبه وخلق سوق سوداء، مما زاد الإقبال على العقار بشكل هستيرى وغير مبرر فتأثير الترامادول على القدرة الجنسية ليس فقط تأثيرا زائفا بل وسلبى، وذلك لأن المفعول الدوائى للترامادول فى حالة استخدامه لمدة ثلاثة أسابيع متتالية يؤدى إلى فقدان كامل للرغبة الجنسية، وهى المحرك الأساسى للعملية الجنسية ككل وعلى الرغم من ذلك مازالت مبيعات هذا العقار فى تزايد، وهو ما يدل على رغبة الكثيرين للاستمرار فى أوهامهم.
كما لا يخفى على أحد الزيادة غير الطبيعية فى أنواع المنشطات الجنسية والإقبال على شرائها من جميع الشرائح والأعمار.
ويضيف برويز أنه للأسف هناك العديد من العوامل الاجتماعية والمرضية والنفسية، التى لعبت دورا كبيرا فى زيادة مشكلة العجز الجنسى فى المجتمع، لعل من أهمها التلوث البيئى والطعام المسرطن والضغوط الناتجة عن تردى الأحوال الاقتصادية، وغياب القيم السامية بالمجتمع، وغياب التوعية السليمة والعلمية عن الحياة الجنسية، فى نفس الوقت الذى تتوافر وتنتشر فيه المعلومات البديلة المغلوطة، وخاصة مع بداية استخدام الانترنت وتقديم نماذج جنسية أشبه بالتابوهات.
كل تلك العوامل عندما تتوافر لأفراد يعانون من الكبت والجهل فى نواح كثيرة من حياتهم، فمن الطبيعى أن تكون النتيجة التى نحصل عليها مجتمع مدع غارق فى أوهامه.