أكّد المختص بأمراض السمنة، البروفيسور التشيكي " شتيبان سفاتشينا "، أن السمنة تنشأ نتيجة لخلل في عملية دخل و إنفاق الجسم من الطاقة، مشيراً إلى أن العوامل الأخرى التي يلقي الناس المسؤولية عليها في هذا الأمر؛ مثل التقدُّم في العمر و تأثير الهرمونات و تباطؤ عملية الاستقلاب تلعب أدواراً ثانوية.
و أشار " سفاتشينا " في دراسة حديثة له إلى أن دخل الجسم من الطاقة، يتوجّب أن يكون لدى أغلب الناس حوالي 6000 سعرة حرارية يومياً، أما ما يحدث الآن، فهو أن الإنسان يتناول طعاماً يحتوي على ضعف هذا العدد، و يترافق ذلك في الأغلب أيضاً مع قلة الحركة و التواجد في حالة من التوتر.
و أكّد أن وصول كميات أقل من الطاقة إلى الجسم تجعل الإنسان يعيش عمراً أطول، لأن ذلك يؤثر على آليات عمل المورثات الغذائية، كما أن الإفراط في الطعام أو قلته يؤثران على وتيرة آداء مختلف الجينات، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء علاقة بالأمراض السرطانية و الشريانية من جهة، في حين أن الإفراط بالطعام من جهةٍ ثانية يحرّض على نشوء الأمراض.
و حذّر البروفيسور في هذه الدراسة من اتباع الحميات الغذائية العنيفة قصيرة الأجل لتخفيض الوزن مؤكّداً أنها ليست صحية و ليست فعّالة، موصياً بأن تكون عملية تغيير العادات الغذائية تدريجية و مستمرة و قابلة للتحكُّم بها، كما يتوجّب على الإنسان أن يغيّر من أسلوب حياته من خلال تعريض نفسه لتوتر أقل و ممارسة الحركة و التحكُّم بالشهية للطعام.
أيضاً نبّه " سفاتشينا " إلى أن البدانة و التوتر يرتبطان ببعضهما في الكثير من الأوقات، و لذلك شدّد على أنه في حال الرغبة بعدم زيادة الوزن يتوجّب تناول طعام صحي و قليل و ممارسة الحركة المناسبة للجسم و التمتُّع بنومٍ جيد و منح الجسم الفرصة للاسترخاء و الابتعاد عن التوتر.
و أكّد أن الإنسان يستطيع أن يخفض دخل الجسم من الطاقة و الابتعاد عن البدانة من خلال خمس خطوات هي : التقليل يومياً من عدد السعرات الحرارية التي تدخل الجسم، و تجنُّب الوجبات السريعة، و الحدِّ من تناول السوائل الحلوة المذاق، و ممارسة النشاط البدني، و شراء المواد الغذائية بشكلٍ ذكي من خلال عدم التسوق عندما يكون الإنسان جائعاً، و التقليل من تخزين المواد الغذائية المغرية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية في المنزل.
و لفت إلى أن الطبيب اليوناني الشهير " هيبوقراطيس " قد أكّــد قبل أكثر من 2000 عام، أن " طعامك سيحدّد عمرك "، مؤكّداً أن هذا القول الحكيم لم يفقد معناه حتى الآن، بل على العكس من ذلك تعزز سريانه، لأن الإنسان في السابق لم يكن قادراً على الاختيار كثيراً في موضوع ما يتناوله من طعام، أما الآن فإن الحيارات كثيرة، و مغرية و تتضمّن طاقة كبيرة.