أشارت دراسة جديدة نُشرت في دورية علم الأوبئة و صحة المجتمع، و قد أجراها فريق من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أنّ العيش في حي يسوده الود و حُسن الجوار، يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
و وفقاً للمؤلّفين، فإن معظم الأبحاث السابقة كانت تركز على تأثير خصائص الحي السكني السلبية على صحة القلب و الأوعية الدموية، مثل كثافة مطاعم الوجبات السريعة، و تعاطي المخدرات، و الضوضاء و التخريب. كما أفادت هذه الدراسات بأن العوامل السلبية ترتبط بالأمراض.
و تناولت الدراسة التماسك الاجتماعي و الترابط بين الجيران، و استعدادهم للتدخُّل من أجل الصالح العام، مشيرةً إلى أن هذا الشعور يتميّز بالأمن و الثقة و الاتصال مع الجوار، و وجد الباحثون أن السكان الذين كانوا أكثر تماسكاً في حيّهم، انخفضت لديهم خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
و تتبّع الباحثون أكثر من خمسة آلاف شخص من البالغين في الولايات المتحدة في حيٍ واحد على مدى أربعة أعوام، ابتداءً من عام 2006، كانوا خلالها لا يعانون من مشاكل في القلب، و متوسط أعمارهم بحدود 70 عاماً، و كان ما يقرب من ثلثي المشاركين من النساء المتزوجات.
و في بداية هذه الدراسة، طُلب من المشاركين تقييم حيّهم في مختلف المجالات التالية باستخدام عدة مقاييس، هي :
* هل تشعر بأنك جزء من الحي ؟
* هل تشعر بأن الجيران يساعدونك إذا واجهتك أي صعوبة ؟
* هل تثق بمعظم الناس في الحي ؟
* هل تشعر بأن جيرانك ودودون ؟
و حصلت خلال فترة الرصد، حوالي 148 نوبة قلبية، و وجد الباحثون أن زيادة التماسك الاجتماعي في الحي على حسب إجابات المشاركين في التقييم السابق، ارتبطت مع انخفاض في خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 17٪، حتى بعد ضبط العوامل المؤثرة المحتملة الأخرى، مثل السن، و العرق، و الجنس، و التكامل الاجتماعي، و القضايا الصحية الأساسية.
و تعتبر أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، و قال الباحثون إن الاستراتيجية الرئيسية لمكافحة أمراض القلب، هي محاولة إقناع الأفراد بتغيير السلوكيات الصحية.