أكّدت دراسة صحية تشيكية أن رياضة المشي هي الحركة الأكثر أماناً و طبيعية بالنسبة للجسم، مشيرةً إلى أن المشي و على خلاف الركض لا يُثقل مفاصل الجسم و في نفس الوقت يحرّر هرمون السعادة ( ايندورفين )، و لذلك فإنه يجلب السعادة للإنسان الذي يمارسه و يجعله ينشر السعادة من حوله أيضاً على الآخرين.
و أشارت الدراسة التي أعدّها معهد الصحة العامة في براغ إلى أن المشي يمكن له إن يخفّض الوزن الزائد بشكلٍ أفضل من أي نوع آخر من الرياضة، غير أن تحقيق ذلك يتطلّب المشي السريع و لمسافة طويلة يجب أن تكون بحدود 10 آلاف خطوة يومياً.
و لفتت هذه الدراسة إلى أهمية ممارسة ما يسمّى ( بالمشية الشمالية )؛ أي الاستعانة أثناء المشي بعكّازات خاصة يتم استخدامها بكثرة الآن في الدول الاسكندنافية، و لا سيما في فنلندا مشيرةً إلى أن هذا النوع من المشي يفيد بشكلٍ كبير عضلات اليدين و الرجلين و الرئة و أنه على خلاف المشي الكلاسيكي أكثر شمولية. و أيضاً أكّدت أهمية ممارسة ما يسمّى بالسياحة الجبلية، أي ممارسة المشي في الجبال غير أنها شدّدت على ضرورة أن تكون صحة من يريد ممارسة ذلك جيدة.
و أشارت إلى أنه و على خلاف الرياضات الأخرى فإن رياضة المشي لا تكلّف كثيراً، مشدّدةً على أن الأمر الوحيد الذي يحتاجه الإنسان أثناء ممارسة المشي يكمن في امتلاك حذاء جيد و من ثم توفّر العزم و الإرادة للانطلاق.
و أوصت بأن تكون الممارسات الأولى للمشي غير طويلة،لأن العضلات و الأربطة ليست معتادة على الحركة، منبّهةً الناس المصابين بالبدانة بإمكانية أن يلحق الضرر بمفاصل الرجلين لديهم في حال ممارستهم المشي بشكلٍ مكثّف، و أضافت أن الشيء المهم الآخر الذي يجب الانتباه إليه، هو اختيار مكان المشي منبّهةً إلى أن اختيار الأشخاص البدينين المشي على أرضية قاسية كالإسفلت أو الإسمنت أو سطح حجري يسبّب لهم إشكالات في المفاصل و الكاحل.
و رأت أنه في حال عدم الرغبة بممارسة رياضة المشي فيمكن استبدال ذلك بجعل المشي جزءاً من النشاط اليومي، و بالتالي فبدلاً من استخدام السيارة أو حافلة النقل العام يمكن المشي لعدّة كيلو مترات للوصول إلى مكان العمل و الصعود إلى المنزل الواقع في الطوابق العليا على السلالم.
و نبّهت إلى أن الفترة المعاصرة ليست إيجابية بالنسبة لممارسة الإنسان الحركة، لأن وسائل الترفيه تحيط به من كل جانب، كما أن وتيرة الحياة المكثّفة تمنعه من إيجاد الوقت الكافي لممارسة الحركة، و لهذا تكثر الأمراض المرتبطة بالجلوس الطويل و التوتر : كالبدانة و أمراض القلب و الشرايين و العمود الفقري.
و أكّدت أن رياضة المشي لا تحقق فقط اللياقة البدنية و تحمي الجسم من الأمراض، و إنما لها فوائد نفسية كبيرة، و لا سيّما أثناء ممارسة المشي في الطبيعة الجميلة.
و في دراسة أخرى، أعدّها فريق من الباحثين البريطانيين، أكّدت أن ممارسة رياضة المشي ببطء لمدة 8 ساعات في الأسبوع، تساهم بشكلٍ كبير في حماية الرجال فوق الستين من التعرُّض للسكتة الدماغية، التي تزداد معدلات الإصابة بها بعد هذا السن.
و أشارت هذه الدراسة العلمية الحديثة إلى أنها أجريت على 3400 رجل من الذين بلغوا الستين، و أثبتت بالفعل أن 8 ساعات من المشي ببطء في الأسبوع تحميهم من التعرُّض للسكتة الدماغية، وفقاً لما نشرته مجلة ستروك.
الجدير بالذكر أن الدراسة أكّدت أن المشي بخطوات بطيئة يخفّض خطورة التعرُّض للسكتة الدماغية بنسبة 7%، و بنسبة 64% في حالة القدرة على المشي لمدة 22 ساعة أسبوعياً، مشيرةً إلى أن السرعة في المشي غير مطلوبة نهائياً.