من المتوقع أن تكون أمراض الشرايين التاجية، هى السبب الرئيسى للوفاة فى الدول النامية بحلول عام 2020، هذا ما ذكرته منظمة الصحة العالمية فى تقريرها، عن أكثر الأمراض انتشارا فى الدول النامية، حيث تعد أمراض الشرايين التاجية من أكثر الأمراض انتشارا فى المجتمع المصرى، إذ تتسبب فى حدوث وفاة 40% من إجمالى حالات الوفاة فى مصر.
أوضح الدكتور محمد صبحى رئيس قسم القلب بجامعة الإسكندرية، أن الانتشار الكبير لأمراض الشرايين التاجية فى مصر ناتج من ارتفاع العوامل المؤدية لها، والتى من بينها السمنة والسكرى وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسب الكوليسترول فى الجسم، فضلا عن ممارسة الرياضة، أو الإكثار من تناول الأطعمة السريعة التى تحتوى على الدهون المشبعة.
وأوضح دكتور محمد، أن علاج القصور فى شرايين القلب التاجية من خلال القسطرة، مر بعدة مراحل فى العالم، وهى كالتالى:
المرحلة الأولى كانت القسطرة تقوم فقط بالتدخل لتوسيع الشريان، أو لتركيب شريان جديد على الشريان القديم فى حالة صعوبة توسيع الشريان الحالى، وكان من الممكن أن تعود الإصابة للمريض من جديد لما كان عليه بنسبة تصل من 40-60% .
أما المرحلة الثانية، فكانت تشمل إدخال جسم صلب ودقيق فى الشريان، أى دعامة لفتحه بحيث لا يغلق الشريان مرة أخرى، ويتم إدخال قسطرة فى نفس حجم الشريان، وكانت النتائج تشير إلى إمكانية حدوث المرض من جديد فى نسبة 30% من المرضى.
والمرحلة الثالثة من القسطرة، كانت بوضع دواء مع الدعامة لمنع تكاثر الأنسجة والخلايا بالشريان، ومن ثم تقل احتمالات ضيق الشريان من جديد، وقد وصلت نسب الفشل فى تلك النتائج إلى 4% فقط، ونسب النجاح تتعدى 96%، وسميت بالقسطرة العلاجية.
وعن الجديد والذى يعد الثورة الرابعة فى مجال القسطرة العلاجية، هو وضع دعامة من المعدن الانسيابى، حيث يتشكل وفقا لحجم الشريان، ويسهل على الجسم امتصاصه فى غضون عامين، مما يعنى أن الجسم لا يرفضه، ولا يحفز الجسم كى يتعامل معه كجسم غريب يجب مواجهته.
وأضاف دكتور محمد أن ما يميز هذا الجيل الجديد من العلاج، أنه يتلافى المشكلات التى قد تحدث فى القسطرة الدوائية، حيث إن الأجسام الصلبة التى توضع فى الجسم تمنع من حدوث عملية الانبساط والانقباض الطبيعية قى الشرايين، وهى لها العديد من الفوائد.
وأكد دكتور محمد، أنه فور حدوث عملية الذوبان الكيميائية للدعامة المعدن يعود الشريان إلى خواصه الطبيعية، كما كان قبل الإصابة تماما، مشيرا إلى أن مرضى السكر والمرضى صغار السن، يعدون أكثر الفئات احتياجا لهذا النوع من العلاج الجديد، خاصة وأنه يقلل من إمكانية استخدام العلاج الجراحى الذى يمثل خطرا حقيقيا لمريض السكر.
وأشار إلى أن نسب نجاح تلك القسطرة الذائبة مضاهية لنسبة القسطرة الدوائية، إلا أنها تتفوق عليها بمميزاتها فى عودة الشريان إلى الحركة من جديد.