"فورست جامب"الفيلم الذى يروى قصة حياة رجل يعانى منذ طفولته من انخفاض فى مستوى الذكاء، روعة الفيلم تجعل كل من يشاهده يتجاهل أى أسئلة قد تطرأ على ذهنه، فما هو القصور العقلى الذى يجعل من صاحبه منفذا للأوامر التى يتلقاها بكل صرامة والتزام؟
أجاب الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، قائلا تنفيذ أوامر الآخرين وإطاعتهم بشكل شبه أعمى ودون تفكير، هو من الحالات التى تندرج تحت مرض الفصام، وتعرف "بالفصام الكتاتونى".
وأوضح أن الفصام الكتاتونى يصيب المريض بحالة أقرب إلى الغيبوبة، قد تستمر لفترة طويلة تليها مرحلة هياج شديدة مصاحبة لتشنجات عضلية، وفى بعض الحالات المصابة بهذا النوع من الفصام، وفور هدوء وسكون المريض مباشرة، يمر بمرحلة أخرى، وهى الطاعة التامة لأى أمر يتلقاه، وبمنتهى الدقة بل ويصل الأمر إلى عدم قدرته على التوقف عن تنفيذ ما أمر به، إلا فى حالة تلقيه أمرا آخر بالتوقف.
وأضاف، وعلى سبيل المثال إذا كان الأمر الموجه للمريض، هو أن يقوم برفع يده لأعلى، فهو يلتزم بتنفيذه دون اعتراض، ولا يخفض يديه مرة أخرى ومهما طالت المدة، إلا فى حالة تم أمره بخفض يده.
واستكمل، أنها الحالة الأقرب لشخصية بطل فيلم "فورست جامب"، والتى نسجت جوانبها على أنها حالة تعانى من انخفاض نسبة الذكاء، مؤكدا أن ذلك الأمر لا يمت بصلة إلى الواقع، فانخفاض معدل الذكاء لا يجعل من صاحبه طائعا أعمى لأوامر الآخرين.
"دكتور كيجل ومستر هايد" الرواية التى تحولت فيما بعد لعدد من الأفلام السينمائية، والتى تعرض صورة من الصراع الدائم للخير والشر داخل كل إنسان، وقد تم إنتاج العديد من الأفلام السينمائية، التى اعتمدت فى بنائها الدرامى على شخصية مريض الازدواجية.
وبين حقيقة هذا المرض وخيال الرواية، قال الدكتور فرويز: بالطبع الشخصية الازدواجية، أو ما يمكن تسميتها بالانشقاقية موجودة فى الطب النفسى بالفعل، ولكن العرض السينمائى ابتعد كثيرا عن الواقع.
وأكد أن مريض الازدواجية، هو شخص عانى لفترات من التعرض لضغوط شديدة للغاية، أشعرته بنوع من العجز أو الضعف، مما أدى إلى نمو رغبة داخلية لديه ليكون شخصا آخر، يرى فيه نموذجا أفضل من شخصيته الحقيقة، ويبدأ فى تقليدها ومحاكاتها بشكل مبالغ فيه، موضحا أنه لا ينعزل عن واقعه أو شخصه الحقيقى بشكل كامل كما يظهر فى الأفلام.
وأضاف أن مريض الازدواجية يعانى من أعراض أخرى، كالهستيريا، وفقدان جزئى للذاكرة، وهو ما يسهم فى تضخم حالة التقمص التى يلجأ إليها.