دراسة جديدة نشرت فى دورية العلوم النفسية، تشير إلى أن التصوير يضعف ذاكرتنا حول ما صورناه.
تقول ليندا هينكل، مؤلفة الدراسة، والباحثة فى قسم علم النفس فى جامعة فيرفيلد فى ولاية كونيتيكت: "إنهم فقط يخرجوا كاميراتهم ليستخدموها، ولا يركزوا على ما يصورون، فقط التركيز على التصوير، وكأنه أكثر أهمية من الواقع حولهم"
كما أنها وجدت فى تجربة أخرى، أن التركيز على شئ بالتكبير يساعد على الاحتفاظ به فى ذاكرة الناس.
(هينكل)، القائمة بهذه الدراسة، اختارتها خصيصًا لأنها ترتبط بمهنة والدها، حيث عاشت حياتها بين الصور، فى كل مكان حولها، وكل لحظة من حياتها.
قامت بدراسة صغيرة على 27 من الطلاب الجامعيين، معظمهم من الإناث، هذه الدراسة مبدئية، لكن فى الأجزاء التالية منها، تحتاج إلى أن تلتزم بزيادة عدد المشاركين، والتوازين بين الذكور والإناث، كما أنها تحتاج إلى التنوع الديموغرافى بتنويع الشرائح العمرية، لكنها بداية رائعة، ومثيرة، حيث لم يسبق لأحد أن اهتم بهذا الأمر، "حيث إنها توضح أن هناك مستويين من معالجة المعلومات فى المخ: المستوى التلقائى، وهو الذى يتم فيه التقاط الصور، كما أن هناك مستوى أعمق من المعالجة وهو التركيز على شئ محدد، أو شئ له علاقة شخصية بك، وهذا المستوى الأعمق هو ما يمكنا من تكوين ذكرياتنا، هذا التوضيح جاء من دكتور باول نوسباوم، متخصص طب الأمراض العصبية، والنفسية فى كلية الطب- جامعة بيتسبرغ.
و أضاف دكتور نوسيام،: "أنه كلما تمكننا من إشغال أدمغتنا بمستوى أكبر، وأعمق وأكثر تركيزا، وأكثر شخصنة للذكريات، كان تكوين واستعادة الذكرى أسهل وأسرع"، ففى التجربة المثيرة التى أجرتها هينكيل، ذهب المشاركون إلى متحف بيلارمين للفنون، الذى زاره من قبل ثلثهم فقط، وتم الاختبار على 30 قطعة من الموجودات من رسم، ونحت، ومجوهرات، وفخار.
تم تكليفهم مجموعة من المشاركين بقراءة اسم كل قطعة بصوت عال، والنظر إليها لمدة 20 ثانية، ثم التقاط صورة لها، أما المجموعة الأخرى تم تكليفهم، بالنظر إلى كل قطعة لمدة 30 ثانية، دون التقاط أية صور.
وفى اليوم التالى، طُلب من المشاركين أن يكتبوا أسماء جميع القطع التى يمكن أن يتذكروها من المتحف، أو يشيروا إلى أى منها قاموا بتصويره، ويمكن وصف أى قطعة إن لم يتذكروا اسمها.
وفى الخطوة الثانية، تم تقديم قائمة تحوى 30 من الأشياء، وطلب منهم تحديد ما تم مشاهدته منها، وما تم تصويره، وما لم يكن فى الجولة أساسًا.
وفى الخطوة التى تليها، أجابوا اختبارا عن تذكر تفاصيل ما صوروه، وما لم يلتقطوا له الصور.
وجدت هينكيل، أن الفريق الذى قام بالتصوير كان الفريق الأسوأ فى الإجابات وفى تذكر التفاصيل عن ما صوروه، مقارنة بما شاهدوه بأعينهم المجردة.
تقول هينكيل،: "إننا نشتت أنفسنا، بالتصوير نفسه، ونعتمد على الكاميرا بدلا منّا، لذا نحن لا نتذكر ما صورناه، ولا حتى الكثير من التفاصيل عنها"
و من الطريف، أن هذا أيضا ما يحدث معى كمصور، أحيانًا عندما أرى ما صورته عدستى أذهب إلى البيت، وأحيانا أمكث وقتا طويلا، لأتذكر متى، وأين صورت هذه الصورة