جلطات الوريد الساقى، ثالث أخطر مرض قلبى يصيب الإنسان بعد قصور الشريان التاجى والسكتة الدماغية, ويؤدى إلى الوفاة، إذا لم يتم إسعاف المريض، وتجنب المضاعفات.
يوضح الدكتور عمر جاد، أستاذ جراحة الأوعية الدموية بجامعة عين شمس، أن الانسداد التجلطى الوريدى هو من أكثر أمراض القلب شيوعا فى العالم، بعد مرض القلب الاحتباسى والسكتة الدماغية، وهو السبب الأكثر قابلية لتجنب الوفاة فى المستشفى.
ويبين أن خطورة جلطات الوريد العميقة تكمن فى مضاعفاتها، فقد تصيب الإنسان بجلطة فى الرئة, وتسبب الانسداد الوريدى الذى يؤدى بنسب كبيرة إلى الوفاة. وقد يصاب المريض بأعراض تشمل الألم، التورم، احمرار المنطقة، وتوسع الأوردة السطحية، ويمكن أن تصبح البشرة حارة عند اللمس, أو لا يشعر المريض بأى أعراض، وهنا تكون الخطورة, وغالبا ما تشمل الخطورة بعد اليوم العاشر من الإصابة بجلطات الساق, وهى المدة التى يمكن الإصابة بالسدة الرئوية.
وأضاف "جاد"، أن جلطات الدم الوريدية تعمل على تجلط الدم فى أوردة الرئة، بحيث يصعب على الدم الوصول إلى الأوعية الدموية للرئتين, مما يؤدى إلى حدوث الانسداد الرئوى، ومن ثم تحدث الوفاة المفاجئة، أو إصابة الرئتين وأعضاء حيوية أخرى من الجسم لفترة طويلة من الزمن. علماً بأن حوالى ثلث، أى ما يقرب من 34%، من حالات الوفاة بالانسداد التجلطى الوريدى تكون من الانسداد الرئوى المفاجئ والمميت.
ويؤكد "جاد" أن أعراض الانسداد الرئوى تكون بضيق حاد فى التنفس، ألم فى الصدر، وتسارع ضربات القلب، ربما يكون هناك دم مترافق مع السعال لدى بعض المرضى, وتشير الدراسات إن حوالى 1 من 10 وفيات تحدث فى المستشفيات يكون سببها الانسداد الرئوى.
ويوضح أستاذ جراحة الأوعية الدموية بجامعة عين شمس أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بجلطات الوريد العميقة هم من يخضعون لعلميات تجبير جراحية كبيرة لاستبدال الورك أو الركبة، وأولئك الذين يدخلون المستشفى بسبب حالاتهم الصحية الخطيرة جداً, حيث تشكل جلطات الوريد العميقة بعد إجراء عملية تجبير جراحية خطراً كبيراً بالنسبة للمرضى, وذلك لمدة لا تقل عن شهرين من تاريخ العملية الجراحية.
كما أن هناك استعدادا وراثيا لبعض الأشخاص للإصابة بجلطات الوريد العميقة عن غيرهم, ويرتفع هذا المعدل مع التقدم فى العمر والسمنة، خاصة عند الإصابة بدوالى الساق.
ويشمل العلاج الوقائى لجلطات الساق العميقة فى تناول الأدوية التى تعمل على منع التجلط، وفقا لإرشادات الطبيب, وتشير الدراسات أن نسب التعرض للجلطة مرة أخرى بعد إجراء العملية تصل من 40-60%, إذا لم يتم تناول العلاج الوقائى لمنع حدوث الجلطات مرة أخرى.
وعالمياً، يتسبب الانسداد التخثرى الوريدى بوفاة شخص واحد كل 37 ثانية، أى وفاة أكثر من 843.000 كل عام, وهذا يشمل أكثر من 540.000 حالة وفاة فى أوروبا وحدها, علماً بأنه فى دول الاتحاد الأوروبى يصل عدد الوفيات بسبب الانسداد التخثرى الوريدى ضعف عدد وفيات سرطان الثدى، سرطان البروستات، الإيدز، والحوادث المرورية مجتمعة.
وتشير الدراسات إلى أن معدلات الإصابة بجلطات الساق العميقة فى العالم هى واحد فى الألف، أى كل ألف شخص يصاب فرد بجلطات الساق العميقة, وفى الولايات المتحدة الأمريكية يقدر الانتشار السنوى للتخثر الوريدى العميق بـ2 مليون حالة سنوياً، وتقدر حالة حدوث الانسداد الرئوى الحاد بحوالى 60-70 لكل 100.000 مريض.