أكّدت الطبية التشيكية " إيفا مالكوفا " المختصة بالحدِّ من البدانة، أن الإنسان الذي يتوقّف عن التدخين يزيد وزنه بمعدل وسطي قدره 5 - 6 كغ، و رغم ذلك فإن ترك التدخين يجلب الكثير من المنافع للجسم، إضافةً إلى أن الوزن لا يزيد في حال الالتزام ببعض القواعد.
و أوضحت " مالكوفا " في دراسة لها أن توقُّف الإنسان عن التدخين يبطئ عملية الاستقلاب في الجسم، الأمر الذي يعتبر الاشكالية الرئيسية التي تجعل أغلب المدخنين يشعرون بعد عدة أشهر من التوقُّف عن التدخين بزيادة في أوزان أجسامهم عدة كيلوغرامات.
و أضافت أن الفعالية الآنية للنيكوتين تظهر من خلال التأثير على عمل الجهاز العصبي عن طريق صرف للطاقة بمقدار 5 ــ 10%، و لذلك فعندما يتوقّف المدخنون عن التدخين فإن زيادة الوزن ترتفع لديهم بسبب أن الكثير منهم يتناولون الحلوى بدلاً من السيجارة.
و أشارت الدراسة إلى أن التدخين يساهم أيضاً بشكلٍ هام في إبطاء إفراغ المعدة، و بالتالي فإن المعدة الممتلئة تساهم في إطالة فترة الشعور بالشبع، و لذلك فإن من المناسب بعد ترك التدخين تناول المواد الغذائية التي تشعر الإنسان بالشبع، و تناول كميات كافية من الألياف و البروتينات.
و تابعت " مالكوفا " إن النيكوتين يزيد أيضاً من خلق السيروتونين أو ما يسمى بهرمون السعادة في الدماغ الأمر الذي يجعل المدخن يشعر بالارتياح الذي من أجله يمارس التدخين، و لهذا فإن من الأمور المثالية التحضير لسعادات حياتية أخرى غير التدخين.
و ترى " مالكوفا " أن بعض المدخنين السابقين يمكن أن تظهر لديهم إشكالات في موضوع الإمساك لأن النيكوتين يسرّع مرور الطعام في الأمعاء الغليظة، مشيرةً إلى أن منع حصول ذلك يمكن أن يتم عن طريق اختيار الطعام المناسب و ممارسة الحركة.
و شدّدت على أنه حتى في حال ارتفاع وزن المدخن بعد ترك التدخين فإن ذلك أفضل من الاستمرار في التدخين، كما أنه ليس حتمياً أن التوقُّف عن التدخين يحوّل الناس إلى بدينين. أيضاً شددت " مالكوفا " على ضرورة توفر دافع قوي لمن يريد ترك التدخين مثل الانطلاق من قناعة بأن التدخين يقصّر العمر. و رأت أن تغيير عادة التدخين يجب أن يتم عندما يكون الإنسان في وضع نفسي مريح، و ليس عندما يواجه مشاكل حياتية جدية.
و نبّهت " إيفا " إلى أنه في حال عودة الشخص إلى التدخين أو حدوث زيادة في الوزن، فإن ذلك ليس مبرراً لليأس لأنه أثناء تغيير العادات يحدث ما يسمى " بدورة التغيير ".
