"الإبر الصينية" من الوسائل العلاجية التى ثار حولها الكثير من اللغط خلال الفترة الماضية، ما بين مؤيد ومعارض لها، ويعود تاريخها إلى عام 1956، حيث تم استخدامها للمرة الأولى داخل فرنسا بواسطة الدكتور بول نوجير، بعد أن لاحظ تحسن حالة أحد المرضى المصابين بآلام أسفل الظهر، عقب تعرضه إلى لسعة وحرق بإحدى أذنيه.
وأكد فريق من الباحثين بجامعة "كيونج هى" الكورية الجنوبية، التى تتخذ من مدينة سيول مقرًا لها، فاعلية الوخز الإبر الصينية فى خفض الوزن الزائد، وخاصة بين الأشخاص المصابين بفرط وزيادة الوزن، حيث ساهمت فى تمتعهم بجسد رشيق ومحيط خصر مثالى، وذلك خلال ثمانية أسابيع فقط من بدء خضوعهم للعلاج، وكانت عدد الأشخاص الذين خضعوا لتلك التجارب 91 فردًا.
وخلال فترة العلاج، قام الباحثون بتثبيت وغرس الإبر الصينية داخل خمس نقاط محددة بالأذن الخارجية، بعمق 2 مم، وثبت فاعليتها الكبيرة فى تقليل محيط الخصر والحد من الدهون بمنطقة البطن.
ولاحظ الأشخاص، الذين خضعوا للدراسة أن مؤشر مقياس كتلة الجسم "BMI" قد انخفض بنسبة 6%، حال استخدام الإبر الصينية، وكما انخفضت نسب الدهون بالجسم، وانخفض محيط خصرهم، بالإضافة إلى أن مستويات الجوع لديهم قد انخفضت، وأصبحوا أكثر قدرة على التكيف مع الحمية الغذائية المشددة.
والمثير للغاية، أن الباحثين قد أكدوا فاعلية استهداف نقطة واحدة بالأذن الخارجية – تعرف بنقطة الجوع- عند غرس الإبر الصينية فيها، وأنها كافية لتحقيق النتائج الرائعة السابق ذكرها، وساهمت بالفعل فى خفض الوزن الزائد.
وتؤكد بعض الدراسات الحديثة هذه النتائج، حيث أشارت أن الوخز بالإبر الصينية يساهم فى تحفيز معدل حرق الدهون "الأيض"، والحد من الشهية، وآلام الجوع عن طريق إفراز مسكنات آلم طبيعية، فيما يعلق البروفيسور إدزارد إرنست، أستاذ الطب التكميلى بجامعة إكسيتر البريطانية على هذه النتائج، مشيدًا بفاعلية الوخز بالإبر الصينية فى علاج فرط الوزن، وأنه من الصعب التفكير فى استخدام علاجات أقل فاعلية منه للغرض ذاته.
جاءت هذه النتائج بالمجلة العلمية "Acupuncture in Medicine"، وذلك على الموقع الإلكترونى الخاص بها فى السابع عشر من شهر ديسمبر الجارى.