تتعرض مصر إلى موجة طقس شديد البرودة خلال هذه الأيام، أكدت الإحصائيات أن البلاد لم تشهد مثلها منذ أكثر من 120 عاما، وهو ما يرفع فرص الإصابة بالبرد والأنفلونزا؛ ولذا يجب تعزيز المناعة ورفع كفاءتها، وخاصة أن هذا الجهاز الحيوى يعد هو حائط الصد الرئيسى ضد خطر الإصابات البكتيرية والفيروسية، والتى تنتشر بشكل أكثر شيوعاً خلال فصل الشتاء، وخاصة فيروس الأنفلونزا.
ويشير الدكتور أحمد سمير خير الله (المدرس بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة - جامعة بنى سويف) إلى أن مكونات الطعام قد تؤثر بشكل كبير على مدى فاعلية الجهاز المناعى للإنسان، ولذلك يفضل بشكل عام أن تحتوى الوجبات على عدد كاف، ومتنوع من ثمار الفواكه والخضراوات الملونة، كما يفضل تناول من 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميا.
وشدد الدكتور أحمد خير الله، ضرورة تناول بعض أنواع الأطعمة التى تعزز من فاعلية جهاز المناعة، وتشكل قوة إضافية لمواجهة فيروس الأنفلونزا، لذا ينصح بإضافتها إلى قائمة وجبات الطعام، وخصوصاً الشتوية، وهذه الأطعمة تشمل:
1- الزبادى: فكما هو معلوم فإن البروبيوتك إجمالاً (ومن ضمنها الزبادى) تساعد فى الحفاظ على التوازن الطبيعى للكائنات الحية (البكتيريا)، فى الأمعاء، وبالتالى تحافظ على خُلو منطقة الأمعاء من الجراثيم الضارة.
2- الشوفان والشعير: تحتوى هذه الحبوب على مادة البيتا جلوكان، وهو نوع من الألياف المعروف بخواصه المضادة للميكروبات والمضادة للأكسدة، ولقد ثبُت فاعلية هذين النوعين من الحبوب فى الحد من احتمالات الإصابة بالأنفلونزا، وتحسن المناعة بشكل عام، وزيادة سرعة التئام الجروح.
3- الثوم: ويحتوى على مادة الألسين allicin التى تحارب العدوى والبكتيريا.
4- الفطر (المشروم، أو عيش الغراب): حيث أثبتت الأبحاث أن المشروم يؤدى إلى زيادة إنتاج ونشاط خلايا الدم البيضاء، والمعروفة بفاعليتها فى محاربة الأمراض.
5- السمك: وثبت أن تناول المأكولات البحرية بشكل عام يساعد فى عملية إنتاج بروتينات "cytokines" التى تقوم بالتنسيق مع خلايا المناعة، كما أن الأسماك مصدر رائع للحمض الدهنى "أوميجا-3،" التى تخفض الالتهابات وتسهل دخول تيارات الهواء، كما تحمى الرئتين من البرودة والإصابات التنفسية.
6- شوربة الدجاج: واتضح خلال الأبحاث العلمية أن أحد الأحماض الأمينية يدعى "cysteine"، وينتج عن الدجاج أثناء طهيه، يشبه مادة acetylcysteine التى تستخدم فى علاج التهابات القصبة الهوائية، كما تساعد التوابل الإضافية الموجودة فى الشوربة، مثل الثوم والبصل، فى تقوية دورها المحفز لجهاز المناعة.
7- الشاى: كشفت نتائج دراسة أجريت فى جامعة هارفارد، أن الأشخاص الذين تناولوا 5 أكواب من الشاى يوميا لمدة أسبوعين تكونت لديهم كميات أكبر من الإنترفيرون المضاد للفيروسات، تقدر بـ 10 أضعاف الكمية التى تكونت عند الأشخاص الآخرين فى المجموعة الضابطة، وترجع فاعلية الشاى فى تعزيز المناعة إلى وجود كمية وفيرة من الحامض الأمينى theanine.
8- لحم البقر: ويرجع دوره المقوى للمناعة إلى احتواءه على كمية كبيرة من معدن الزنك، الذى يمثل مصدرا أساسيا فى تعزيز المناعة.
9- البطاطا الحلوة: يعتبر الجلد جزءا مهما من جهاز المناعة حيث يغطى 16 قدما مربعا، ويمثل القلعة الأولى التى تتحطم على صخرتها أمال البكتيريا والفيروسات فى مهاجمة الجسم، ومن أجل بقاء الجلد قوياً وصحياً، يحتاج إلى فيتامين أ، وتعد الأطعمة التى تحتوى على مادة البيتا كاروتين carotene هى الخيار الأمثل للحصول على هذا الفيتامين، فيما تعتبر البطاطا الحلوة من الأطعمة الغنية للغاية بهذه المادة.