"الوصفة السحرية للإصابة بأمراض القلب والشرايين موجودة فى مصر"، هذا ما أكده لنا الدكتور وائل صفوت مستشار الصحة الإقليمى، حيث أشار إلى أن القلق والتوتر والضغوط الحياتية الملحة أحد أهم الأسباب المؤدية للإصابة بأمراض القلب, بالإضافة إلى انتشار التدخين، خاصة فى الأماكن العامة، الذى يساعد بالضرورة فى إضعاف عضلة القلب والتعرض للأمراض.
ويستكمل موضحا أن طبيعة الأكل غير الصحى الذى يتبعه المصريون، يساعد بالطبع فى ارتفاع معدلات الكوليسترول الضار بالجسم، وحدوث تجلطات القلب والشرايين التاجية, كما يبين أن الرياضة لا تشغل حيزا حقيقيا فى حياة أغلب المصريين, فالشعب المصرى لا توجد لدية ثقافة ممارسة الرياضة بانتظام, مما يضعف النظام العضلى لجسم الإنسان, ويضعف من حال الدورة الدموية بالجسم بشكل عام، وللقلب بشكل خاص.
ويوضح الدكتور وائل أن من أكثر الأمراض انتشارا فى مصر هو مرض قصور الدورة الدموية فى الشرايين التاجية, ويحدث ذلك بسبب حدوث الجلطات وتوقف عضلة القلب المفاجئ التى قد تؤدى إلى الوفاة !!!.
كل ذلك كان سببا حقيقيا فى إنشاء مركز جديد لعلاج أمراض القلب بجامعة عين شمس، والذى يعد أكبر مركز للقلب فى مصر والشرق الأوسط، حيث يوضح الدكتور سعيد العاصى الأستاذ المساعد لجراحة القلب والصدر بجامعة عين شمس، ونائب رئيس مركز القلب أنه تم بالفعل افتتاح المرحلة الأولى من المركز والذى ظل بناءه مستمرا لأكثر من 32 سنة، بتكلفة تصل إلى 330 مليون جنيه.
وهو يعد أكبر مركز لعلاج أمراض القلب فى مصر من حيث المساحة، ومن حيث الإمكانيات والخدمات التى يقدمها للمرضى, حيث يشمل المركز أكبر عناية مركزة للأطفال مما يسمح بإجراء جراحات معقدة للرضع، وهو ما كان يصعب علينا فعله فى كثير من المراكز الأخرى, كما أن نسب الوفاة ترتفع فى تلك الجراحات وتحتاج إلى مزيد من الرعاية.
فضلا أن المركز يشتمل على كافة الخدمات التى تسمح للمريض بإجراء كافة الفحوصات والأشعة الخاصة بأمراض القلب فى مكان واحد, وعند الانتهاء من كافة مراحل المركز يمكنه إجراء ما يقرب من 5 آلاف عملية قلب مفتوح سنويا فضلا عن جراحات الشرايين التاجية المتقدمة وجراحات القلب والصدر بالمنظار خاصة لحديثى الولادة.
ويؤكد دكتور سعيد أن علاج القلب فى مصر يتم على أحدث أساليب العلاج العالمية، وأن أطباء مصر على دراية بأحدث الأبحاث العلمية والعلاجات الحديثة، ولكن التوعية هى الحل الأمثل للوقاية من أمراض القلب المنتشرة فى مصر.
وعلى الجانب الآخر يبين دكتور وائل أن العلاج الحديث من حيث الجودة والتطور متوفر فى مصر ولكن ليس لكل المصريين فهناك غير القادرين على العلاج نظرا لتكلفته العالية خاصة مع ضرورة القيام بتدخلات كالقسطرة التشخيصية والعلاجية.
ويشير إلى أنه بالرغم من انتشار مراكز القلب التابعة لوزارة الصحة التى تقدم العلاج بالمجان إلا أن الضغط على تلك المراكز يكون كبيرا وقدراتها لا تتحمل عدد المرضى الذين هم فى ازدياد يوما بعد يوم.
ويؤكد دكتور سعيد أن المركز يستقبل حاليا المرضى المصريين ويقدم قرارات علاج على نفقة الدولة بالمجان لمرضى القلب المصريين, إلا أنه ينقصه بعض الأجهزة التى فى طور الحصول عليها من الوزارة فضلا عن وجود نقص فى عدد التمريض, خاصة وأننا نعمل بأقل من ثلث طاقتنا فى الرعاية المركزة لنقص الكوادر البشرية فى التمريض.