أكد الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد، أستاذ الطب النفسى بجامعة الإسكندرية، أن مرضى السرطان يستشعرون قلقاً حول وفاتهم إثر هذا المرض، خاصة أنه فى كثير من الحالات يتم اكتشافه وتشخيصه بعد أن تكون الخلايا السرطانية قد نمت واستفحلت، أو قد يقلق المريض حول لجوء الطبيب إلى بتر العضو المصاب، وما يترتب على ذلك من مشاعر القلق والتوتر والأسى.
وأضاف "أبو زيد"، أنه فى نيويورك أثبتت الدراسات ارتفاع معدل الاكتئاب لدى مرضى السرطان، لأنه يثير داخل المريض القلق حول مرضه، أو مضاعفات هذا المرض أو قد يثير لديه قلق الموت، إضافة إلى مشاعر الحزن والألم، وأشارت الدراسات إلى ملاحظة تواتر أعراض القلق، والاكتئاب لدى أرباب مرض السرطان والتى تتطلب إجراء العمليات الجراحية، ولعل هذه النتيجة تتسق مع الواقع، فالعمليات الجراحية وخاصة الدقيقة تثير قلق المريض حول اقتراب موعدها، أو احتمال نجاحها أو فشلها.
وقال "أبو زيد"، إن كل من جان جو تلنج بالاشتراك مع وارين سيدل، وأونى ويجمان، أشاروا إلى ارتفاع معدلات القلق لدى مريضات السرطان. وأيدت كارول تروكينجتون النتيجة ذاتها لدى مرضى السكر والسرطان. ويرتبط السرطان باحتمال الموت أو احتمال حدوث تشوهات جمالية للأنثى نتيجة عمليات البتر، أو الاستئصال خاصة استئصال الثدى.
وأوضح "أبو زيد"، أنه فى جامعة جونز هوبكنز، استطاع كل من أوليفى شيسانا ودافيد سيلنتانو التوصل إلى أن للمدد الاجتماعى تأثيراً بالغاً لدى أرباب الأمراض العضوية، وتفسير ذلك بأن المريض العضوى، خاصة الذى يعانى من مرض مزمن أو خطير تجده دائماً فى حاجة إلى من يكون بجانبه ليخفف عنه آلامه المبرحة، ويحتاج إلى من يعطيه الدواء فى موعده، وإلى من يرعاه ليس على المستوى الطبى فقط، ولكن على المستوى النفسى أيضاً، لذلك يكون المريض حساساً تجاه أى تقصير، أو لامبالاة من المحيطين به.
وأكد أن عملية التوافق للأمراض العضوية الخطيرة مثل السرطان يمكن فهمها فى نطاق انخفاض تقدير الذات، والصراع الداخلى، وتوتر العلاقات الشخصية مع الآخرين عامة، والمقربين خاصة، إضافة إلى الخبرات السلبية وتأثير عامل المدد الاجتماعى، علاوة على تأثير أحداث الحياة.
وأوضح دكتور أبو زيد، أن هذه النتيجة تتسق مع الواقع فمريض السرطان يشعر بالحزن لمرضه، وقد يتفاقم الحزن لينتج حالة اكتئاب وبالتالى سوف ينخفض تقديره لذاته نتيجة صراعات داخلية، وتتوتر علاقاته بالآخرين نسبياً، وهنا يأتى دور التعضيد الاجتماعى فى توافق المريض مع مرضه، ومع الآخرين إضافة إلى أن مرض السرطان فى حد ذاته يعد حدثاً من أحداث الحياة الضاغطة.