هل تظن أنك تحب بقلبك؟ وتجوع بأمر من معدتك؟، أو هل تظن أن أعضاءك التناسلية هى المسئولة عن شعورك بالرغبة الجنسية؟ إذا حان الوقت لتطرح جميع مفاهيمك جانبا، فأعضاؤك ما هى سوى آلات متحركة لا يملك قدرة الضغط على مفتاح تشغيلها سوى عقلك.
فالحب وهو أكثر الرغبات والانفعالات الإنسانية التى يظن البعض أنها خارج نطاق السيطرة، كونها نابعة من القلب، وأنه بصراع دائم مع العقل، ولكن فى الأصل الحب رغبة نشعر بها نتيجة لأمر أصدره عقلنا دون أن نشعر.
الدكتور جمال فرويز، استشارى الأمراض النفسية، يشرح لنا كيف نشعر بإحساس الحب، موضحا أن الاعتقاد السائد بأن القلب هو مصدر مشاعر الحب، ولكنه فى الواقع أن العقل هو المحرك الأساسى لها، فمركز تلك الرغبة يكمن فى عقولنا وليس فى أى عضو آخر، وعندما تعمل تلك المراكز تبدأ بإعطاء أوامرها لباقى أعضاء الجسم، فيزيد إفراز الأدرنالين من الغدة فوق الكلوية، وهو ما يؤدى إلى حدوث انقباضات فى الأوعية الدموية ينتج عنه تنميل فى الأطراف لنصل فى النهاية إلى زيادة ضربات القلب.
لذا يقال إن القلب هو المتحكم فى عاطفة الحب، ولكن الواقع نحن نظن ذلك، لأن عضلة القلب عضو محسوس، يمكننا الشعور بحركته، أما العقل فلا يمكن أن نشعر بحركة وظائفه.
ويبين أستاذ الأمراض النفسية أن الجوع أيضا يتحكم به العقل، ويقع مركز الجوع والشبع فى الجزء الأمامى من المخ، مؤكدا أنه فى حالة حدوث أى خلل بمركز الجوع والشبع تختل معه تلك الرغبة تماما، إما بزيادة الشهية بشكل مفرط أو انعدامها بشكل كامل، أى أن دور المعدة هنا يمكن أن ينعدم تماما أمام سيطرة العقل.
وأضاف "فرويز" ليس المعدة وحدها، فالعين والأحبال الصوتية أيضا يملك العقل السيطرة عليها بشكل شبه كامل، وخير دليل على ذلك هو تلك الأمراض النفسية التى تصيب بالعمى والخرس النفسى، على الرغم من سلامة الأعضاء المسئولة عن عملهما.
أما الرغبة الجنسية، فالختان ختان العقل، وهذا ما بدأ أكده الدكتور مصطفى عباس، استشارى الجلدية والذكورة والعلاقات الجنسية، ضاربا خير مثال للمتحكم الأساسى فى الرغبة الجنسية، فعلى الرغم من استمرار عادة كعادة الختان لأجيال، اعتقادا أنها تكبح الرغبة الجنسية للمرأة، إلا أن الواقع يبرهن على العكس، فزمام رغبتنا الجنسية لا يتمركز فى أى عضو من الجسد، ولا يمكن التأثر بتلك الأعضاء فى حالة رفض العقل للعملية الجنسية، وعلى الرغم من الأهمية التى تمثلها العديد من الأعضاء والحواس الأخرى، كالسمع واللمس والنظر، وحتى الأعضاء الجنسية، إلا أنها تظل عوامل ثانوية بجانب عمل العقل الذى قد تصل سيطرته إلى إصابة البعض بأعراض رفض كامل للعملية الجنسية ككل، فتشنج المهبل اللاإرادى عند المرأة والضعف الجنسى النفسى عند الرجل يعدان خير دليل على ذلك.
وعن اضطرابات النوم، يقول الدكتور ماجد عبد النصير، أستاذ المخ والأعصاب، إن هناك دائرة مسئولة عن حدوث الأرق واضطرابات النوم ومركزها الأساسى يقع بالمخ.
وأوضح "عبد النصير" أن النوم يتأثر بشكل أساسى بعمل المخ، سواء بالزيادة أو النقصان، فمهما كانت ساعات استيقاظ الإنسان وحاجة أعضائه للراحة لا يتمكن من الحصول على تلك الرغبة إلا فى حالة سمح العقل بذلك.
كما أن زيادة ساعات النوم أيضا يتحكم بها العقل بشكل كامل، وغالبا ما تحدث كتعبير عن حالة الهروب التى يلجأ إليها العقل فى حالة إرهاقه بأمر ما لا يرغب القيام به أو لا يقوى على مواجهته، فيكون النوم هو وسيلته للتخلص من الضغط.