أثبتت الأبحاث والدراسات، أن هناك علاقة بين الإصابة بمرض السكر والدرن "السل"، وأن الشيشة تعمل بشكل مباشر فى الإصابة بالدرن.
وأوضحت الدكتورة عبير زكريا، أستاذ أمراض الباطنة والسكر والأوعية الدموية بطب قصر العينى، عضو الجمعية العربية للسكر والميتابوليزم، أن هناك علاقة بين مرض السكر والإصابة بالدرن أو "السل"، وهو ما يطلق عليه العلاقة المزدوجة، فالعلاقة بين الدرن والسكر علاقة قديمة ودرست قديما منذ القرن الـ17، وقيل إنها أصابت الرومان ومنذ فترة كنا نقوم بالتدريس للطلاب أن الدرن يعتبر ظل السكر.
وقالت فى القرن العشرين، تم تدريس هذه العلاقة مرة أخرى، واهتم العلماء بها، وبدأ الاهتمام بهذه العلاقة مرة أخرى منذ القرن العشرين بعد ظهور مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، لأنه بتقليل المناعة يؤى إلى إعادة تنشيط الدرن مرة أخرى، ووجدوا أن هناك أمراضا أخرى تقلل من مناعة الجسم ألا وهو السكر.
وأضافت أنه بالرغم من أن مرض السكر غير معدى، إلا أنه يؤدى إلى تنشيط مرض معدى، وهو الدرن "السل"، وقد أثبتت الأبحاث أن أفريقيا من أكثر القارات إصابة بالدرن، إلا أنهم وجدوا أن الدول التى تعانى من الدرن بنسبة عالية قد يزيد فيها نسب الإصابة بمرض السكر حديثا.
خاصة بعد أن أصبح مؤشر مرض السكر يشير إلى أنه سيجتاح العالم كله، وعلى رأسه أفريقيا، والدول المتوسطة والقليلة الدخل، ورغم أن مصر تعد من الدول العالية الإصابة بمرض الدرن، إلا أنها تواجه نسبة الإصابة بالسكر فى الفترة الحالية وذلك بمواجهة الزيادة المضطردة، وستتحول مصر من المركز التاسع إلى المركز السابع من حيث أعداد المصابين بداء السكر فى عام 2030.
وتكمن الخطورة فى إمكانية انتشار مرض السكر، والذى يؤدى إلى تنشيط الدرن فى مجتمعات مثل مصر القليلة والمتوسطة الدخل.
وأكدت الدكتورة عبير زكريا، أن الكثير من مرضى السكر قد لا يعلمون إصابتهم بالمرض الذى قد يعمل على تنشيط داء الدرن فى أجسادهم، خاصة فى الرئة، مشيرة إلى أنه من العادات السيئة فى المجتمع المصرى تدخين الشيشة، والتى تعمل على نقل الدرن نقلا مباشرا، حتى إذا تم تغيير المبسم والخرطوم، حيث إن الدرن قد يكون كامنا فى أجزاء الشيشة المختلفة والتى لا يتم تعقيمها، ويمكن أن ينمو فيها ميكروب الدرن وهو بطىء النمو، وقد ينمو فى الجسم ولا يعرف المريض أنه تم عدوته به.
ونبهت على ضرورة أن يتم وضع برامج لمكافحة الشيشة، لأنها تنقل الدرن، وينمو الميكروب ببطئ، ومن ناحية أخرى أن معظم المصريين تم تطعيمهم وهم صغار بطعم "البى سى جى" والذى يمثل خطورة عند إصابة الإنسان بالسكر لأنه ينشط مكان الإصابة، مما يؤدى إلى الإصابة بالدرن، لافتة إلى أنه بالإضافة إلى تطعيم الدرن والشيشة، فإن ضعف مناعة الجسم يعتبر عاملا أثناء الإصابة بالسكر يؤدى إلى الإصابة بالدرن.
وصرحت بأن الدول الآسيوية تقوم بعمل برامج لمكافحة الدرن، وعلى رأسها الهند والصين، كما أن منظمة الصحة العالمية ابتداءً من عام 2011، قامت بتكوين مجموعة مهتمة بالاكتشاف المبكر لكل من السكر والدرن معا، ومع زيادة انتشار مرض السكر فى مصر لابد أن يقوم الطبيب بإرسال مريض السكر لعمل أشعة وتحليل البصاق إذا شكا من كحة وبلغم فى فترة تزيد عن أسبوعين.