أكد الدكتور أحمد راشد، استشارى النساء والتوليد بجامعة عين شمس، أن عدد السكان يتضاعف فى مصر كل 30 عامًا، موضحا أنه قديمًا كان المجلس القومى للسكان يقدم وسائل منع الحمل فى كل القرى والنجوع بالمجان للمرأة المصرية, وكان يقدم لها المشورة لاختيار أفضل وسيلة تناسبها, أما الآن فالوضع بات خطيرًا، فلم يعد فى إمكان الجميع الوصول لوسائل منع الحمل ولم يستطع البعض الآخر تحديد أفضل تلك الوسائل المناسبة.
وأضاف "راشد"، فى حواره مع "اليوم السابع" عن اختيار أفضل وسائل منع الحمل, أن مشكلة تنظيم الأسرة فى مصر قضية أمن قومى، ويجب الاهتمام بها من ذلك المنظور, فالانفجار السكانى يمكن حلّه من خلال توفير الوسائل فى المراكز الصحية فى كل محافظات مصر, وتدريب الصيدلى على تقديم المشورة فى اختيار الوسائل المناسبة.
وأضاف "راشد"، أن أول ما يجب التركيز عليه، هو سن المرأة، والحالة الصحية لها, حيث تختلف الوسيلة، وفقا للحالة المرضية لها, فعلى سبيل المثال المرأة المصابة مسبقًا بجلطات فى الوريد، أو تعانى من تجلط الدم، كأحد الأمراض الوراثية لها فى العائلة، لاينصح لها أبدا بتناول أقراص منع الحمل، لأن ذلك من شأنه أن يضاعف من معدلات الإصابة، بينما إذا كانت المرأة تعانى من ورم ليفى، أو اضطرابات فى الدورة الشهرية، فلا يجب أبدا أن تتعامل مع "اللولب" كوسيلة لتنظيم الحمل.
ووفقًا لجلسة المشورة، التى يجريها الطبيب أو الصيدلى المدرب، قد يلاحظ أن المرأة غير قادرة على المتابعة, وليس من السهل عليها أخذ الدواء بانتظام, وفى تلك الحالة، يمكنها تناول حقنة كل شهر، أو3 أشهر، وهى وسيلة فعّالة لمنع التبويض، وتنظيم الحمل.
وتشير الدراسات إلى أن هناك ما يقرب من 50 مليون امرأة حول العالم، تستخدم إحدى وسائل تنظيم الأسرة، وتقع فى مقدمة تلك الوسائل الأقراص, ومع تطور الأبحاث ظهرت العديد من الوسائل، والمنتجات التى تحتوى على هرمونات كالإستروجينى، والدروسبيرينون الذى تمنع احتباس المياه، والأملاح فى جسم المرأة, وهو ما يجعل وزن المرأة ثابتًا ولا يتغير .
وفى سياق متصل، أكد الدكتور محمد حبيب، استشارى أمراض النساء والتوليد، أن هناك 80 مليون امرأة حول العالم يصبحن حوامل عن غير قصد فى كل عام, بينما هناك 20 مليون حالة مهددة بالإجهاض, وترتفع تلك النسب فى بلداننا العربية، نظرا لعدم التخطيط الجيد لعملية تنظيم الأسرة.
وأشار "حبيب" إلى أن وسائل منع الحمل مع التطور الطبى، لا تسبب المضاعفات القديمة من ارتفاع فى الوزن، وشحوب، والإصابة بحب الشباب, بل أصبحت مطمئنة، وغير ضارة على الإطلاق, وبالرغم من ذلك فالدراسات توضح ضغف الإقبال على تناولها, ويعود ذلك إلى ضعف التوعية الجيد بفوائد تلك الوسائل, فضلا عن أن الكثير من النساء غير قادرات على تحديد أفضل وسيلة تتناسب معها.
وأكد "حبيب" أن مشورة الطبيب هو الطريق الأول لتنظيم الأسرة، فلا يجب أبدا تناول الوسائل دون استشارة الطبيب، لأن ذلك من شأنه يعرض المرأة لمخاطر صحية جثيمة.