تسمم الحمل هو من مضاعفات الحمل التي تحدث لدى حوالي 5٪ من النساء الحوامل، و ينعكس برد فعل حاد من الجسم للحمل و يتميز بارتفاع في ضغط الدم، و زيادة في إفراز البروتين في البول و وذمات شديدة.
بحث جديد استطاع تطوير اختبار يكشف تسمم الحمل لدى النساء الحوامل، حيث يستخدم أثناء الحمل للتنبؤ باحتمال إصابتهن بتسمم الحمل، و ذلك بواسطة رصد خلايا كلوية معينة بالبول.
و قد تمّ تطوير الفحص في إطار بحث أجراه باحثوا Mayo Clinic في الولايات المتحدة، و تمّ عرض نتائجه في المؤتمر السنوي للرابطة الأميركية لطب الكلى و الذي عقد مؤخرا في فيلادلفيا. و يعرف تسمم الحمل على أنه اضطراب يظهر في المراحل المتأخرة من الحمل، و يتميز بفرط ضغط الدم و البروتينات الزائدة بالبول.
شمل البحث فحص 315 إمرأة، من بينهن 15 طوّرن تسمم الحمل خلال حملهن و 15 إمرأة إضافية طوّرن ضغط دم مرتفع فقط، دون تسمم حمل. و قد استطاع الباحثون التنبؤ بمن سيطور تسمم حمل من النساء بنسبة نجاح 100%. و قد قاموا بذلك بواسطة فحص طوّروه، يرصد خلايا كلوية تسمى - Podocyte - في بول الحوامل. و قد وجد الباحثون هذه الخلايا عند النساء اللواتي عانين خلال حملهن من تسمم الحمل عند ولادتهن، بينما لم يجدوا خلايا كهذه في أوساط النساء اللواتي كان حملهن سليماً.
تأثر طاقم الباحثين جداً من النتائج، و أشار إلى أنه على الرغم من عدم وجود علاجات أو أدوية حالياً لتسمم الحمل، إلا أن الفحص الذي يرصد النساء الأكثر عرضة لخطر الإصابة بتسمم الحمل سيحسّن من فرص علاجهن. كما أنه بواسطة نتائج الفحص، سيكون بالإمكان إخبار النساء الحوامل اللواتي يطوّرن ضغط دم مرتفع خلال الحمل، إذا كُنّ عرضة لخطر تطوير تسمم حمل أم لا. خلال البحث لم تكن هنالك أي حالة من التشخيص الخاطئ لخطر تسمم الحمل.
على الرغم من أن عينة الاختبار ضمن الدراسة صغيرة نسبياً، إلا أن الباحثين يرونه اختباراً دقيقاً جداً، الذي سيتيح للأطباء أن يكونوا أكثر يقظة لعلامات تسمم الحمل و كشفه في وقت مبكر. و مع ذلك، لاحظ خبراء آخرون أن هذه الدراسة لا تكفي، و هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات في مجموعات على نطاق أوسع لتعميم النتائج.
تسمم الحمل : الأعراض و المخاطر و عوامل الخطر
تسمم الحمل ( Preeclampsia او Toxemia ) هو من مضاعفات الحمل التي تحدث لدى حوالي 5٪ من النساء الحوامل، و ينعكس برد فعل حاد من الجسم للحمل. يتميز تسمم الحمل بارتفاع في ضغط الدم، و زيادة في إفراز البروتين في البول و وذمات شديدة.
قد يواجهن النساء مع تسمم الحمل تلفاً في الكبد و الكلى و في نظام تخثّر الدم؛ الذي يؤدي إلى : نزيف الدماغ، فشل القلب، و وذمات في الرئتين، و لكن نادراً ما يكون المرض قاتلاً. كما يهدد المرض أيضاً حياة الجنين، و من الممكن أن يسبب توقف تدفق الدم إلى الجنين مثل؛ تثبيط نموه، و قلة كمية السائل الذي يحيط بالجنين، و انفصال المشيمة.
لا يزال سبب المرض غير معروف، و لكن وجدت دراسات سابقة أن النساء اللواتي تعانين من تسمم الحمل تنتجن كمية عالية و بشكل مفرط من ثرومبوكسان ا - Thromboxane A- و هي مادة محرضة للتخثر و مسؤولة عن تضيق الأوعية الدموية، مقابل إنتاج كمية قليلة جداً من بروستاسيكلين - Prostacyclin - و هو جزيء مسؤول عن توسع الشرايين و يمنع تلاصق الصفائح الدموية. كما أن 20٪ من النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط دم، هن معرضات لتطوير تسمم الحمل في الدم. و هنالك من يعتقد أن بعض الأسباب الأخرى المحتملة لتسمم الحمل هو النظام الغذائي الخاطئ، و خاصةً نقص البروتين.
هناك عوامل خطر أخرى قد تزيد من احتمال الإصابة بتسمم الحمل. و من هذه العوامل :
- تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم
- ارتفاع ضغط الدم المزمن
- السكري الحملي
- أمراض الكلى
- الحمل في سن متقدمة ( أكثر من 35 ) أو في سن مبكرة ( سن المراهقة )
- الحمل الأول
- وزن زائد
- التدخين
- ثرومبوفيليا - Thrombophilia- ( تخثر زائد في الدم ) أو تاريخ عائلي منه
- الحمل المتعدد الأجنة
- حالات الحمل السابقة التي شملت تسمم الحمل
- استهلاك الكحول و المشروبات التي تحتوي على الكافيين
- تاريخ عائلي من تسمم الحمل، و خاصةً لدى أم الوالدة
يوصي الأطباء بالعديد من الطرق التي بموجبها يمكن للنساء الحوامل أن تخففن من أعراض تسمم الحمل. و من هذه الطرق :
- الحصول على الراحة التامة و النوم على الجانب الأيسر من الجسم
- شرب الكثير من الماء ( كوب من الماء كل ساعة )
- المواظبة على نظام غذائي قليل الملح و غني في البروتين
- تناول الفيتامينات المناسبة ( باستشارة الطبيب )
- إضافة الشوكولا إلى النظام الغذائي، حيث تشير أبحاث سابقة أن الشوكولا قد تقلل من خطر تسمم الحمل.
المصدر : ويب طب