قال الدكتور مدحت عبد الحميد أبو زيد أستاذ الطب النفسى بجامعة الإسكندرية، أنه لوحظ على بعض الأسر فى مصر والخليج العربى ممن لديهم مريض نفسى أو مريض عقلى أو مدمن فى البيت أن تقوم بتقييده بسلاسل من حديد أو ربطه بالحبال بهدف تقييد حركته ومنعه من الخروج واتقاء لشره وتجنبا للمصائب التى يرتكبها أو المشكلات التى يحدثها وحتى تكون الأسرة فى مأمن من عنفه وهياجه وأذاه.
وأكد "أبوزيد" أن سلوك الأسر هذا ليس بجديد، فقديما فى عصور الظلام كانت الأسر أيضا بل وحتى الأماكن التى كان من المفترض، أن يعالج فيها مثل هؤلاء المرضى حيث كان يتبع معهم نفس الأساليب بل يضاف إلى ذلك الضرب المبرح، واستخدام الماء الساخن، والكى بالنار، وسجن المريض، أو عزله أو نفيه وسفينة المجانين التى ظهرت فى القرن 15 هى تعبير حرفى عن هذا الاستبعاد، إذ تم إرسال المجانين بعيداً على متن سفن تجوب الأنهار الأوربية بحثاً عن عقولهم، بل والأكثر من هذا إحداث ثقب فى الجمجمة حتى تخرج الأرواح الشريرة من ذلك الثقب وذلك حسبما يعتقدون فى ذلك الوقت، وبالتالى كانت المرضى تفارق الحياة من جراء هذا الثقب، ومن جراء تلك الممارسات الوحشية التى تعد تعذيبا للمريض حتى يموت خصوصا مع المرضى التى تشخص الآن بالفصام واضطرابات الهذيان وأعراض التشنجات الحادة والهياج.
وفى الثلاثينات من القرن التاسع عشر، طور الطبيب الإنجليزى كونللى فكرة: "لا قيود ولا احتجاز للمرضى العقليين بعد اليوم" ومنذ ذلك الوقت بدأ الالتزام برعاية المرضى دون عنف أو تقييد خاصة أن هذه الممارسات تترك أثرا سيئا فى نفوس المرضى مثل: الشعور بالمهانة والإحباط والحط من القدر والهوان وتزيد من عدائية المرضى وكراهيتهم وهياجهم ولن تشفيهم بل ستزيد الأمر خطورة، لذلك كان لزاما حسن المعاملة والرعاية والاهتمام والحب لهم.