نتائج جديدة ومثيرة بشأن الفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية، كشفت عنها مؤخراً إحدى الدراسات الطبية الحديثة التى نشرت بالمجلة الطبية "Maternal and Child Nutrition"، وشملت 5489 طفلاً فى إنجلترا، حيث عددت الدراسة حوالى عشر فوائد لهذه الرضاعة على صحة الأطفال ومستواهم الأكاديمى.
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال الذين خضعوا للرضاعة الطبيعة لفترات طويلة فى مقتبل حياتهم تحسن بشكل ملحوظ، مستواهم الدراسى والأكاديمى بمجرد بلوغ عمر الخامسة.
وكشفت الاختبارات والتقييمات التى أجريت بواسطة المدرسين بنهاية العام أن الأطفال الأكثر خضوعاً للرضاعة الطبيعية، قد نجحوا فى تحقيق أعلى مستويات من النجاح، والتفوق مقارنة بأقرانهم الذين خضعوا للرضاعة الصناعية، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية.
وتابعت الدراسة أن نصف الأطفال الذين خضعوا للدراسة حققوا نتائج رائعة ونجحوا فى الوصول إلى مستوى تعليمى يتناسب مع عمرهم، وارتفعت نسب النجاح مع تزايد فترات الرضاعة التى خضعوا لها على النحو التالى:
1. بلغت نسبة النجاح 37% بين الأطفال الذين حصلوا على الألبان الصناعية فقط.
2. ارتفعت النسبة إلى 49% بين الأطفال الذين خضعوا للرضاعة الطبيعية أقل من شهر ين فى مقتبل حياتهم.
3. بلغت النسبة 56% بين الأطفال الذين خضعوا للرضاعة الطبيعية لفترات تتراوح ما بين شهرين و4 شهور.
5. ارتفعت النسبة مرة أخرى لتصل إلى 60% بين الأطفال الذين خضعوا للرضاعة الطبيعية لمدة 4 شهور أو أكثر.
وما يزيد من مصداقية هذه النتائج، هو عدم إدراك المدرسين الذى أجروا هذه التقييمات بطبيعة حال هؤلاء الأطفال، وهل إذا ما كانوا قد خضعوا للرضاعة الطبيعية، أم انتظموا فى تناول الألبان المصنعة, وكما وضع الباحثون فى حسبانهم المستوى التعليمى للأم والحالة الاجتماعية والمادية، للوصول إلى نتائج دقيقة.
وأكد باحثو جامعة أكسفورد البريطانية، والذين أشرفوا على هذه الدراسة، أن النتائج أثبتت فاعلية الرضاعة الطبيعية، لفترات طويلة فى تعزيز الأداء الأكاديمى للطلاب فى المرحلة الابتدائية ومساعدتهم وتحفيزهم على تطوير قدراتهم بشكل أسرع.
وفسر الباحثون ذلك مشيرين إلى أن الأحماض الدهنية الضرورية والأساسية الموجودة بلبن الأم تساهم فى تعزيز وظائف الإدراك، وتحسين معدل تطورها ونموها، وكما أن الأطفال الذين لا يخضعون للرضاعة الطبيعية يكونون أكثر عرضة للإصابات الميكروبية وهو ما يؤخر مستواهم الأكاديمى.
وعدد الباحثون العديد من الفوائد الصحية التى تلحق بالأطفال الذين خضعوا للرضاعة الطبيعية، فى مقتبل حياتهم، مشيرين إلى أنها تساهم فى تطوير الجانب الشخصى والعاطفى والاجتماعى فى شخصية الأطفال لديهم بشكل أسرع، وكما تزيد قدرتهم على الإبداع وحل المشاكل، وتحسن قدرتهم على اتباع المنطق، وتعزيز أدائهم فى إجراء العمليات الحسابية.