أكدت دراسة أميركية حديثة أنه يجب عدم الخلط بين عطش الأنسجة الذي يعني حاجة الجسم للماء، أو بمعنى أدق درجة تركيز الدم و الماء المثبت داخل الخلايا، و بين عطش الفم أو الإحساس بجفاف الحلق الذي يحدث نتيجة توقف إفراز اللعاب.
و تقول الدراسة إن عطش الأنسجة يظهر عندما يفقد الجسم مقداراً كبيراً من السوائل، إما عن طريق التعرُّق، أو التبوُّل من خلال الكلية و الجهاز البولي، أو التنفس من خلال إخراج بخار الماء عبر الرئتين، و كذلك عند تناول عقاقير طبية بطريقة عشوائية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث اضطرابات لميكانيكية العمل في الجسم، و مثل هذا النوع من العطش لا يمكن قهره إلا بالارتواء و شرب الماء، أما جفاف الفم فهو لا يعني أن الجسم في حاجة حقيقية للماء، و لكن يزداد الإحساس بجفاف الفم عند تناول أغذية مملحة بدرجة زائدة كالسردين أو الرنجة، أو مضاف إليها كميات مفرطة من التوابل أو محلاة بالسكر الزائد أو عقب تناول وجبة دسمة، و يمكن التخلُّص من هذه الحالة بتقليل كميات الملح أو السكر أو بتناول مشروبات مرطبة مثلجة.
يذكر أن دورة السوائل عند تناول الماء سواء سائلاً أو مخزوناً في المادة الغذائية، كالخضروات و الفواكه و السلاطة، تبدأ من المرور سريعاً إلى المعدة، ثم إلى الأمعاء، ثم إلى الدم، حيث يعمل على تخفيف تركيز الدم، و يتولّى الدم مسؤولية توزيع الماء إلى أنسجة الجسم، و تعمل الكلى من جانبها على تنظيم خروج الماء، و في الحالات التي تحتوي فيها الأنسجة على كميات كبيرة من الماء تعمل الكلى على ترشيح الدم، و تسمح بمرور الماء ( المحمّل بالبول )، و في حالات قلة شرب الماء تعمل الكلى على الاقتصاد في تصريف الماء، و تعمل على احتجازه.