ظاهرة البلطجة من الظواهر السيئة، ولكنها موجودة بكل المجتمعات، وتقل نسبتها كلما ارتفعت قيمة العمل، وزادت الرقابة الأمنية، ويقول الدكتور أحمد هارون استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان، إن ظاهرة البلطجة أو ما يعرف علميا باسم" الانحرافات السلوكية" يقصد بها اتباع سلوك مخالف لمعايير المجتمع والثقافات المحيطة بالشخص.
وأضاف هارون تنتشر تلك الظاهرة بالذكور بنسبة 3%، بينما تنتشر فى الإناث بنسبة 1%، مضيفا أن غالبا ما تبدأ بوادر تلك الظاهرة فى الظهور بداية من مرحلة المراهقة، وتحدث بالمناطق المزدحمة، والعشوائية، وتزيد فى الأسر ذات العدد الكبير وتعيش فى تحت مستوى الفقر.
وأشار هارون إلى أن عددا من الأبحاث التى أجريت على عائلات الأشخاص الذين يهم سجلات إجرامية، ثبت أن هذا الاضطراب السلوكى يصيب أعضاء الأسرة بنسبة تفوق خمسة أضعاف المعدل المعتاد، مضيفا أن الفحص النفسى لبعض المساجين أثبت أن 75% ممن يرتكبون الجرائم المتكررة هم من حالات اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع أو ما يطلق عليه الشخصية "السيكوباتية".
وأوضح أن تبدأ بوادر ظهور تلك الظاهرة على الأفراد الذين يعانون من العنف المبكر سواء من الأهل، أو بعض البلطجية، وقد تكون بوادر العنف بدافع التقليد لبعض الأشخاص الذى يحتك بهم المراهق أو الطفل، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص ممن يعانون الاستعداد الفطرى يكونون من الأشخاص الذين يعتمدون على العنف المجتمعى.
وقال هارون إن شخصية البلطجى (السيكوباتية العدوانية) لها بعض الصفات والتى غالبا ما يشترك فيها هؤلاء الأشخاص مهما اختلفت البلاد أو الدول ومن تلك الصفات " الشذوذ الأخلاقى" فهو شخص يستبيح أى شىء مقابل إرضاء بعض الغرائز لديه، بالإضافة إلى وجود ردود أفعال عنيفة تجاه مواقف قد تبدو تافهة، بالإضافة إلى وجود شذوذ سلوكى وجنسى، وغالبا ما يكون هذا الشخص المنحرف مدمنا سواء الكحول أو المخدرات.