معظمنا يستخدم الإنترنت بشكل يومى حيث سمحت الهواتف الذكية بذلك، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الشباب الذى يستخدم الإنترنت بكثافة قد يظهر سلوكيات إدمان، مماثلة لتلك التى توجد فى مدمنى المخدرات، هذا وفقا لبحث قدم فى المؤتمر الدولى للشبكات المتقدمة ونظم الاتصالات السلكية واللاسلكية فى الهند ونشرته ميديكال نيوز توداى.
أجرى باحثون من جامعة ميسورى للعلوم والتكنولوجيا والمركز الطبى لجامعة ديوك ومعهد ديوك لعلوم الدماغ دراسة لتحليل استخدام الإنترنت فى 69 من طلاب الجامعات خلال فترة شهرين.
طلب فيها من جميع الطلاب ملء استبيان من 20 سؤالا عن المشاكل التى يواجهها الفرد نتيجة استخدام الإنترنت، ونتيجته تحدد على مقياس من 0-200، هذا المقياس يحدد الخصائص المميزة للإدمان مثل الانسحاب، الانطواء، التسامح، الحنين، العواقب الحياتية السلبية، تقييمات فقدان السيطرة، الهروب من الواقع وخفض الوقت المخصص للأنشطة اليومية.
أعطى اسم مستعار لكل مشارك وذلك لوقف الباحثين من ربط بيانات استخدام الطلاب للانترنت مع شخصياتهم الحقيقية.
وخلال فترة الدراسة وجد الباحثون أن نتائج الطلاب على المقياس تراوحت من 30-134 بمتوسط 75، واستخدام إنترنت من 140 ميجابايت لـ51 جيجابايت بمتوسط 7 جيجابايت.
ثم قسم الباحثون استخدام الطلاب للإنترنت عدة فئات كالألعاب، والدردشة، وتحميل الملفات، والبريد الإلكترونى، والشبكات الاجتماعية.
كانت الألعاب والدردشة مرتبطة بأعلى مستويات من الدرجات على المقياس، بينما ارتبط استخدام الشبكات الاجتماعية والبريد الإلكترونى بأدنى الدرجات.
بعض الأعراض تم ربطها بنمط استخدام معين للإنترنت، كالألعاب التى كانت مرتبطة بشكل كبير مع الانطواء والحنين وفقدان السيطرة أيضا الدردشة وتحميل الملفات أيضا كانت مرتبطة بالانطواء.
تعليقا على النتائج يقول الدكتور مورالى دوريسوامى من المركز الطبى فى جامعة ديوك: "ظهر أن حوالى 5-10٪ من جميع مستخدمى الإنترنت لديهم إدمان لشبكة الإنترنت، حيث تبين دراسات تصوير الدماغ أن استخدام الإنترنت القهرى قد تحدث تغييرات مشابهة لتلك التى توجد فى إدمان المخدرات، فنحن نميل إلى اعتبار إدمان المخدرات أكثر خطورة من إدمان الإنترنت، وهذا يجعلنا لا نفى إدمان الإنترنت حقه ولا نعتبر الآثار السلبية له".
فباحثون يقولون إن استخدام الإنترنت يمكن أن تؤثر على سلوك الشخص وصحته العاطفية، ويشددون على ضرورة الحاجة إلى إيجاد معايير تحدد الاستخدام العادى من القهرى.
على الرغم من أن باحثى هذه الدراسة أكدوا أن تلك النتيجة لا تؤصل لعلاقة سبب بنتيجة تقليدية، أى أنها لا تربط بطريقة مباشرة بين الإدمان واستخدام الإنترنت، فمعظم الطلبة قد سجلوا على المقياس أقل من منتصف الجدول، كما أن أبحاثهم لم تأخذ بعين الاعتبار ازدياد استخدام الإنترنت فى وقت تعرض الطلبة للمشاكل النفسية.