كثرة التحدث وإجراء حوارات ليست صفات سيئة على الدوام، ففى بعض الأحيان كثرة التحدث وإقامة الحوار تتحول إلى فعل إيجابى، ويكون له أثر نفسى وعقلى حميد على الإنسان.
أوضح الدكتور محمد منصور، استشارى الصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن التحدث وكثرة الكلام ليست من الصفات المحببة للكثيرين، ولكن يجب أن نعلم أن كل صفة يمكن تطويعها واستخدامها استخداما طيبا وسليما، والاستفادة من فوائدها إن وجدت، ولكن يجب استخدامها فى توقيتها السليم وعند الحاجة ولا نعنى هنا الاتسام بكثرة الكلام والتحدث باستمرار، بل نقصد توضيح نتائجها الإجابية الصحية على العقل والنفس.
وأكد أن التحدث له نتائج صحية لا يعلمها الكثيرون، أهمها:
أولا التحدث بكثرة والاسترسال، قد تحتاجه فى توقيت معين عند حاجتك لإقناع من حولك بفكرة، فرغبتك فى اعتناقهم لمعتقدك ودفعك لهم لكى يصدقوك وتنال ثقتهم وإعجابهم، قد تكون وسيلتك الوحيدة هى الثرثرة المنظمة والحديث الهادئ المطول الملىء بالتفاصيل والحشو، ولكنه فى هذا التوقيت يدعم فكرتك وبدونه لا تستطيع إيصال فكرتك.
ثانيا الحديث وإجراء حوار فى أوقات الرغبة فى التركيز، فهو يساعدك على تذكر ما قلته، وما ثرثرت به، فهو يزيد من قدراتك العقلية، ويفتح لعقلك المجال لكى يتعمق فى التفكير وترتيب الأفكار وتجميعها، وتنشط الذاكرة ويحفزها على استرجاع ما خزنته مسبقا، فالتعبير اللفظى يحفز العقل، لذا يمكن استخدامه كأداة للتذكر وقت الحاجة.
ثالثا التحدث بكثرة، فيجعلك صافى النفس، وهادئ من الناحية النفسية، ويعطى انطباعا وشعورا بالطمأنينة، وهو ما ينعكس على نفسية الشخص بشكل أفضل من السكوت والتحدث داخليا، فثرثرة العقل لا تتوقف ولكن ثرثرة اللسان محكومة بالكثير من القيود، لذا إذا أطلقت لها العنان فى أوقات الحاجة، كأوقات التوتر النفسى أو العصبية، والحزينة، يمكن للثرثرة حينها أن تصبح علاجا نفسيا مبسطا.