يعانى كثير من الآباء من مشكلات فى التعامل مع الأبناء، وخاصة خلال سن المراهقة، حيث يفشل العديد من الأباء فى التعامل مع المراهق، فيتحول الأمر إلى شجار دائم ومشاكل أسرية عديدة.
قال الدكتور أحمد الجوهرى طبيب نفسى، ومتخصص فى الاستشارات النفسية والأسرية، وتنمية المهارات البشرية، عندما يولد الطفل الصغير فإنه يشبه "التسجيل" أو "الصندوق الأسود فى الطائرات"، ويستمر الطفل طوال حياته يخزن كل ما يراه من تصرفات، وأقوال وألفاظ وأفعال تحدث حوله، وقد ينسى الطفل الأشخاص لكنه لا ينسى أبدا الألفاظ.
وأضاف دكتور الجوهرى، أن الوالدين أو المسئولين عن الطفل يوجهون تصرفات الطفل، بأن هذا صحيح وآخر خطأ بأن هذا عيب والآخر حرام، وهكذا ينمو الطفل، إلا أنه عند مرحلة المراهقة تبدأ مرحلة التمرد على كل ما يقوله الوالدين، فنجد أن المراهق يميل إلى "التدخين" باعتباره علامة من علامات النضج من وجهة نظره.
وأوضح دكتور الجوهرى، أن المراهق فى تلك الحالة غالبا ما يكون معاكسا لدور أحد والديه، فيعمل المراهق على تقليد والده فى عاداته السيئة، فإذا كان الأب يدخن، يسعى المراهق إلى التدخين، إذا كان يسهر لوقت متأخر فإنه يتعمد السهر لوقت متأخر تقليدا لوالده، والأمر مماثل للفتيات فتبدأ الفتاة فى الرغبة فى وضع "الميك أب"، وارتداء ملابس لا تناسب سنها، والاهتمام بالأغانى الرومانسية وقضاء أوقات طويلة على الهاتف المحمول.
وقال دكتور الجوهرى، إن أول النصائح التى يجب أن توجه للأباء هى ألا ينتقدوا أبناءهم "عمال على بطال"، بل يجب أن يسعوا إلى مصادقتهم والخروج معهم والتنزه معهم، وقبل أن تعظ بأنك بخطورة التدخين، يجب أن تقلع أنت عنه أولا.
ونصح الأباء بدفع أبنائهم برفق للحرص على مصاحبة الأخيار، ورفض الأشياء السلبية التى قد نسمعها، مؤكدا على أن أهم خطوة لإصلاح الأبناء هى أن ينشغل الآباء بإصلاح أنفسهم وتطهيرها أولا بأول، حتى يتخلصوا من هذه الرواسب السلبية، ويكونوا قدوة صحيحة للأبناء.