لا يعلم كثير من الآباء أنهم سبب عقوق أولادهم لهم، وأنهم السبب الحقيقى وراء جفاء الأبناء، فالابن المعارض أو العاق أو غير المهتم بوالديه فى الكبر لابد أن يكون قد تعرض لما يمكن أن يدفعه إلى هذا السلوك فى صغره.
من جانبه يحذر الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب، أستاذ علم النفس الأسبق بجامعة القاهرة، من عدم إشعار الابن بمسئولياته تجاه أسرته وأبويه على وجه الخصوص.
وينصح "غلاب" الأب قائلا، "علم طفلك مهامه وواجباته ومسئولياتة منذ الصغر تجاه عائلته، حتى لا يصاب بحالة من اللا مبالاة تجاههم فى الكبر، حتى وإن اضطررت للتعامل بقسوة أحيانا "، موضحا أنها نتيجة نفسية طبيعية يتربى عليها الطفل وينشأ عليها، وهى إفراط أبويه فى حمل المهام الثقيلة عنه، وحمل واجباته التى يجب أن يقوم بها تجاههم عنه، وهو ما يجعله ينشأ ويتربى على هذا الفعل حتى يصبح عادة وأمرا طبيعيا لا يجد فيه أى نوع من الجميل أو المعروف بل يراه واجبا عليهم ومن وظائفهم الأساسية تجاهه.
وعن الأثر النفسى الذى يتركه تصرف الأبوين بنوع من قلة الوعى النفسى للطفل، على سبيل المثال، بخدمة الطفل على الدوام دون مقابل منه، أو بإخراجه من كل مشكلة يقع فيها دون أن يشركوه فى حلها، أو القيام بمهامه التى تقع على عاتقه رغبة منهم فى تخفيف العبء عليه، حل واجباته المدرسية أو إطعامه أنفسهم وترتيب غرفته، وكلها أفعال بسيطة تعمق فكرة خاطئة لدى الطفل لأنه وجد الرضا من الأب و الأم عليها.
ويؤكد "غلاب" أن الطفل تتعمق لديه فكرة واحدة، وهى أن عليه مسئوليات وواجبات تجاه الغرباء فقط، ولا واجبات عليه تجاه أبويه وعائلته، وليس من حقهم طلبها منه، بل هم المطالبون دوما بخدمته وتلبية رغباته، حتى وإن لم يطلبها، موضحا أن هذه الفكرة التى يساعد الأبوان على ترسيخها فى عقل الطفل ويشب عليها، لأن الأبوين هما المرجعية الأساسية الأخلاقية والحياتية لأى طفل، وهو السبب الحقيقى وراء عقوق الابن فى الكبر وعدم شعوره أى نوع من تأنيب الضمير عند إهمال والديه وعدم قيامه بواجباته البديهية نحوهما، ويتجاهلهما بشكل ظاهر رغما عنه.