يعتقد الكثيرون خطئا، أن حمل الطفل الرضيع ورفعه عاليا أو جعله ينظر من الأماكن المرتفعة، أو الصراخ فيه والتحدث إليه بصوت عالى وملامح قاسية، أو حتى تركه بإفراط فى النوم ليلا وحده وفى الظلام الدامس، أنها أفعال صائبة تقوى من شخصية الطفل وتجعله يشب "رجلا"، كما يدعى الكثيرون، فهذه الأفعال تضره ولا تفيده.
وعن حقيقة الأمر من الناحية النفسية، أكد الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أنه لا علاقة بهذه الأفعال القاسية والغريبة ببناء الشخصية القوية للطفل ونزع الخوف من قلبه، بل هى بالنسبة له دافعا للغضب والبكاء والشعور بالألم النفسى ممن حوله، واختفاء الشعور بالأمان بينهم، وهو ما زال طفلا صغيرا، فهو لا يجد سببا لهذه الأفعال سوى أنها تزعجه كثيرا.
وأوضح أن رفع الطفل عاليا فى الهواء، أو تعريضه لمثل هذه المخاوف المبكرة، له أثر سيئ على نفسيته التى يولد بها رقيقة وهادئة ولا يعكرها سوى تصرفات من حوله الخاطئة، لذا فالتعامل القاسى المفاجئ يؤذى نفسية الطفل وعلى عكس المعتقد، فقد يصيبه بنوع من الفوبيا والخوف المرضى لتعرضه لخوف قوى بشكل مفاجئ، وهو ما يؤثر على شخصيته بالسلب فيما بعد فيشب ضعيف الشخصية غير واثق الخطوات، ولا يستطيع مواجهة مخاوفه.
وأضاف أستاذ النفس "أن محاولة الأهل لجعل الطفل جريئا ولا يخاف من شىء، هى عبارة عن أوهام ومعتقدات خاطئة، فلا يوجد إنسان لا يخاف، فالخوف جزء من تكوين الإنسان، ويجب على الأهل أن يراعوا طبيعة الطفل الصغير الرقيقة التى لا تعى هذه الأفكار غير المستساغة، وكل ما تقدمه له هو الأذى النفسى وتتسبب له فى الإصابة بالخوف الفعلى.