لم يكن الطفل البريطانى الصغير "لويس سميث"، 12عاماً، يتخيل أن الأمور ستتطور معه على هذا النحو، بعد أن تعرض لخبطة عادية فى رأسه أثناء إحدى مباريات الكرة التى يعشقها خلال عطلته الأسبوعية، ويمر أسبوعان ليخضع بعدها إلى واحدة من أغرب العمليات الجراحية فى العالم.
تبدأ وقائع القصة قبل شهرين تقريباً، عندما أصيب "لويس" بخبطة فى رأسه، وشعر عقبها بصداع وأصيب بارتفاع فى درجة الحرارة بنهاية اليوم، وبعد زيارة الأطباء أكدوا أنه مجرد ارتجاج خفيف فى المخ والأمر غير مقلق، ولكن عقب مرور الأسبوعين زادت آلام الصداع بشكل شديد لا يحتمل، وتضخمت أعلى جبهة رأسه بشكل لافت.
وعند الذهاب إلى مستشفى كوين ألكسندر فى مدينة بورتوسموث الإنجليزية، كانت المفاجأة، حيث أكد الأطباء أن الأمر لا علاقة له بخبطة الكرة، وأنه مصاب بالتهاب شديدة فى الجيوب الأنفية، وانتشرت الإصابة إلى المخ، وهو ما اضطر الأطباء لإخضاعه لعلمية جراحية عاجلة استمرت ست ساعات كاملة.
وخلال العملية لجأ الأطباء إلى وسيلة علاجية غريبة للغاية، حيث قاموا بإزالة جزء من أعلى الجمجمة، كى يتيحوا المجال للمخ كى ينتفخ ويتورم بحرية تامة دون أن يضغط على عظام الجمجمة، وكى يتيحوا له الوقت الكافى كى يستشفى ويعالج.
والغريب أنهم قاموا بحفظ هذا الجزء داخل معدته، حيث قاموا بشق بطنه، وفتح معدته ثم تنظيف هذه العظام من البكتيريا وحفظها داخل نسيج المعدة الداخلى، واستمرت على هذه الحالة لمدة شهرين كاملين قبل أن تعاد إلى موضعها مرة أخرى بعد أن شفى مخه منذ ثلاثة أيام.
وأكد الباحثون أن هذه الطريقة الغريبة كانت السبيل الوحيد لحفظ الجزء المنزوع من الجمجمة كى لا يتعفن، وحتى لا يضطروا لاستخدام البديل، وهو معدن التيتانيوم، ويضعوه مكان الجزء المنزوع.
وأوضح الباحثون أن إصابات الجيوب الأنفية غير خطيرة فى الأغلب، وتعالج بالأدوية المسكنة والمضادات الحيوية، ولكن فى بعض الحالات النادرة –حالة واحدة من بين كل 10000- قد تعبر البكتيريا إلى العين لتحيط بالعظام والدم والمخ، وتتسبب فى أعراض قاتلة، إن لم يتم علاجها سريعا، ويجب أن يستخدم معها آنذاك أقوى المضادات الحيوية.