يقول الدكتور أحمد مدحت زكى، أستاذ جراحة الأطفال بجامعة عين شمس، إن العيوب الخلقية الأكثر انتشارا فى الأطفال حديثى الولادة هى الفتاق الأربى والسرى والقيلة المائية الخلقية، موضحاً أن العلاج الجراحى العاجل ينصح به للفتق الأربى فقط، فى حين المتابعة لأغلب حالات الفتاق السرى والقيلة المائية هو العلاج الأمثل، لأن أغلب هذه الحالات تتحسن بدون تدخل جراحى.
وأضاف "زكى" أن الفتاق الأربى والقيلة المائية هما عيبان خلقيان ينتجان عن عدم الغلق الكامل للقناة التى تصل البطن وكيس الصفن فى الجنين الذكر، وذلك الغلق يتم فى الشهر التاسع للحمل، وينتج عن هذا العيب الخلقى اتصال بين البطن والغشاء المحيط بالخصية، موضحاً أن تأخر الغلق لتلك القناة مع ضيق ذلك الاتصال يؤدى لوصول بعض من السائل الطبيعى حول الأمعاء إلى الغشاء المحيط بالخصية، ويؤدى إلى القيلة المائية، ويأخذ امتصاص هذا السائل وقتاً.
لذا ينصح أستاذ جراحة الأطفال بالمتابعة وعدم التدخل الجراحى، لأن تجمع هذا السائل لا يؤثر مطلقاً على نمو الخصية، ويتم تشخيص القيلة المائية بواسطة طبيب الأطفال عند ملاحظة الأم لتورم الخصية ولا يتغير حجمها مع البكاء، وكذا لا تسبب مغصا أو أعراضا أخرى.
وأضح "زكى" أن الفتاق الأربى، مع كونه ينتج أيضا من تلك القناة، ولكن يكون الاتصال واسعاً بين البطن والكيس المحيط بالخصية، مما يسمح بدخول لفائف من الأمعاء من خلالها، وينتج عن ذلك مغص، ويزيد حجم التورم بالخصية عند البكاء، وفى كثير من الحالات قد يحدث اختناق بالفتاق حين تخرج لفائف الأمعاء، ولا يمكن رجوعها، وقد يؤثر ذلك على الأوعية الدموية المغذية للأمعاء، وينتهى بغرغرينا بالأمعاء، ويتم استئصال جزء منها، كما قد يؤثر هذا الاختناق أيضا على الأوعية الدموية المغذية للخصية، مما قد ينتج عنها ضمور الخصية.
وأشار "زكى" إلى أن الفتاق السرى هو عيب خلقى تحت السرة، ينتج عن تأخر الإغلاق الطبيعى لجدار البطن، ولذا ينصح لمعظم تلك الحالات بالمتابعة لأن الفتاق قد يختفى دون تدخل، و لا يسبب هذا الفتق أى اختناق إلا نادرا، وليس له من أعراض فى الأغلب إلا زيادة فى المغص والبروز بسبب الفتاق.