أرسلت ميار محمد 35 عاما تسأل، خضعت لعملية تدبيس بالمعدة منذ سنة، وفى الشهور الأخيرة أصبحت أعانى من تقيؤ مستمر، وبالفعل بدأ وزنى بالتناقص الشديد، ولكنى لا أشعر بالراحة، علما بأننى لا أزور الطبيب منذ إجراء العملية؟ فماذا أفعل؟

بعض المرضى المصابون بسمنة زائدة يكون إجراء جراحة تدبيس المعدة خيارا متاحا لهم لكى يتمكنوا من التخلص من هذا الوزن الزائد، عن طريق تقليل حجم المعدة عن حجمها العادى بتدبيسها مما يقلل كمية الطعام بالتبعية، فينقص الوزن بسرعة، وهى عملية ناجحة ونتائجها فى السنوات الأخيرة مبهرة، هذا ما أكده الدكتور محمد المنيسى استشارى أمراض الجهاز الهضمى والكبد بالقصر العينى وعضو جمعية أصدقاء الكبد بلندن.

ولكن لا يعى بعض المرضى اللذين خضعوا لهذه العملية مدى أهمية المتابعة بعد إجراءها، فأغلبهم تنقطع صلته بالطبيب بمجرد إجراء العملية، وهو فعل خاطئ وخطير قد يأتى يخلف نتائج خطيرة، فمتابعة الطبيب الذى أجرى الجراحة للمريض بشكل منتظم بعد العملية يضمن ضبط معدلات وكميات الطعام الذى يتناوله المريض ويقيه من الإصابة بالمضاعفات الخطيرة للعملية.

وعلى المريضة السائلة أولا أن تقلل كميات الطعام الذى تتناوله، وكذلك تبتعد لفترة عن الطعام الدسم الملىء بالدهون والزيوت، مع شرب للمياه والسوائل الطبيعية بأنواعها، وألا تتناول طعاما زائدا عن حاجتها وشهيتها، وتحدد كمية الطعام فى الوجبة ولا تزيد عنه، وتمارس التمرينات الرياضية الخفيفة، حتى يحدد لها الطبيب نوعيات تمرينات معينة، وعليها المتابعة فورا مع طبيبها المعالج حتى تكتشف سبب المشكلة.

فالأمر لا يقف عند تدبيس المعدة، فالمريض الذى يجرى هذه العملية، عليه بممارسة تمرينات رياضية للبطن، حتى لا يتهدل جلد البطن ودهونها عند النزل بالوزن فجأة، وكذلك تمرينات لشد الصدر خاصة فى السيدات، لأن نقصان الوزن بشكل مفاجئ يساعد على ترهل الجلد الزائد فيتغير شكل الجسم ويشيخ، كذلك ضبط كميات الطعام والانتظام على نظام "ريجيم" بعد العملية يحدده الطبيب هو السبيل الوحيد لوقاية الجسم من ترهلات ما بعد التدبيس.

ولا يجوز أبدا إهمال الرياضة والنظام الغذائى المحدد، ولا كميات الطعام ونوعياتها الممنوعة، حتى لا يعانى المريض من الأعراض الجانبية، كالتقيؤ المبالغ فيه، والألم فى الجسم، وألم الأمعاء، والشعور الدائم بالغثيان، والهزال والضعف، والأنيميا وغيرها.