شاع فى كثير من دول العالم، أن هناك أبحاثًا أجريت، وانتهت بأن شرب الخمر بكميات متوسطة، يقى من أمراض القلب، وأمراض المخ، وأمراض الشيخوخة (الزهايمر).
فى حين أن هذه المعلومة منقوصة، حيث أوضح دكتور غريب فاوى محمد، أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب سوهاج, عضو الأكاديمية الأمريكية للأعصاب, أن هناك العديد من الدراسات التى افترضت التأثير الوقائى للمشروبات الكحولية فى أمراض الخرف، وأمراض الشيخوخة, وهذه الدراسات نسبت الدور الوقائى إلى العوامل التالية:
أولًا،: تأثير مادة الإيثانول، الموجودة فى المشروبات الكحولية، على منع تجمع الصفائح الدموية.
ثانيًا،: للكحول تأثير فى تعديل نسبة الدهون فى الدم.
ثالثا،: له تأثير مضاد للأكسدة (مادة ريسفيراترول).
رابعا،: يحفز إفراز مادة الأستيل كولين.
وهنا، لابد من وجود سؤال مهم، هل يرتبط الكحول بتخفيض الخطر المفترض للخرف، وأمراض الشيخوخة؟.
يجيب د. فاوى، بأن أغلب الدراسات افترضت ونسبت تخفيض الخطر للخرف، وأمراض الشيخوخة إلى النبيذ الأحمر فقط، وليس إلى المشروبات الكحولية الأخرى, ومع تحليل العلاقة بين شاربى النبيذ، والمشروبات الكحولية الأخرى، وتخفيض خطر التعرض لخرف الشيخوخة, فوجد أن ليس للكحول بحد ذاته ارتباط بتخفيض خطر الخرف، وأمراض الشيخوخة.
وأضاف فاوى، أن الدراسات الحديثة التى تناولت ظاهرة الوفيات، وتناول الكحوليات، أفادت بأنه تم المبالغة فى ارتباط الكحول بالدور الوقائى لأمراض الشيخوخة، وهذا نتيجة تنوع الأبحاث التى تعلقت بهذا الموضوع، وقلة متابعة النتائج كما يجب.
وأشار فاوى، إلى أنه يوجد بعض الناس يتخيلون أن شرب الكحول كاف للوقاية من أمراض الشيخوخة، والخرف، وأيضا أمراض القلب, ولكن هذا ليس صحيحًا لأن هناك عوامل كثيرة لها تأثير قوى، وواضح لتخفيض التعرض لأمراض القلب، وأمراض الشيخوخة, ولقد أسندت الدراسات سبب التأثير الوقائى للنبيذ الأحمر، إلى وجود مضادات الأكسدة فقط، وهذا يدعو ليكون هناك مجال للشك فى هذا الدور الوقائى المفترض، وأن كل النتائج التى افترضت هذا الدور الوقائى، نتائج هشة، تحتاج إلى المزيد والمزيد من التأكيد.
وأضافت الدراسة، أن العلاقة الوقائية للكحول فى تخفيض التعرض لمرض الخرف تختفى مع وجود (الأبوليبوبروتين4) بل إن وجود (الأبوليبوبروتين4) هو مؤشر للخرف، وأمراض الشيخوخة.
وأكد فاوى، أن شاربى النبيذ، أكثرهم من المثقفين، الذين يمتلكون قدرًا عاليًا من التعليم، عكس شاربى الكحوليات الأخرى, يمتلكون أسلوب حياة مختلف، فهم من المثقفين، الذين يهتمون بممارسات صحية سليمة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام, ويتبعون أنظمة للحماية، ويكثرون من أكل الأسماك، ويكثرون من تناول الفيتامينات المضادة للأكسدة.
أوضحت دراسة دنماركية، أن شاربى النبيذ يمتلكون اختلافا واضحا فى طرق التغذية عن شاربى الكحوليات الأخرى، فهم يكثرون من أكل الخضروات، والأسماك، وزيت الزيتون, مما يبين أن هناك عوامل أخرى غير الكحول، يمكن أن تكون لها ارتباط مباشر بتخفيض التعرض لخطر الخرف، وأمراض الشيخوخة، مثل التغذية السليمة، مضيفة أيضا أن الأغذية الغنية بالفلافينويد (مضادات الأكسدة) تقلل من خطر التعرض للخرف، وأمراض الشيخوخة، ووجد أن العلاقة بين النبيذ، والخرف اختفت بعد تعديل كمية الفلافينويد المأخوذة, أى أن الذين يشربون النبيذ ليسوا معرضين لأمراض الشيخوخة، والخرف، لأنهم يأكلون أكلًا صحيًا، ويمارسون الرياضة، وليس لشربهم للنبيذ.
وأشار فاوى، إلى أن جميع الأديان السماوية (اليهودية - المسيحية - الإسلام) حرمت الخمر، وهذا لحكمة الخالق فى أضرار الخمر على جسم الإنسان, ومن المفترض أن يكون العلماء، والأطباء، والمثقفون، هم أول من يتبعون ويمتثلون لتعاليم دينهم، والإفادات الطبية الموثقة.