كثير من مرضى الأنيميا، باختلاف أنواعها، كانوا يعانون من مشاكل فى القلب، ولكن الآن أصبح بالإمكان التغلب على هذه المشاكل، مما ترتب عليه عدم حدوث مضاعفات فى القلب فى مرضى الأنيميا.
تقول الدكتورة منى البلتاجى، أستاذ الأطفال وأمراض الدم بطب قصر العينى، إن الأنيميا المنجلية هى نوع من أنيميا تكسير الدم الوراثية نتيجة لوجود هيموجلوبين " S" بدلا من " A "، وتحدث مضاعفات تصيب أعضاء الجسم كله، خاصة القلب، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم بالشريان الرئوى، والذى يصيب 28.5% من الأطفال المصابين بالأنيميا المنجلية، ويتضح ذلك بعد إجراء أشعة الدوبلر على القلب، وهو يعتبر أحد المضاعفات الخطيرة لهذا المرض، والذى يجب البحث عنه وعلاجه بصفة مستمرة سنويا، كما تتأثر وظائف الكلى فى صورة زيادة فى نسبة الألبومين أو البروتين فى البول، وأهم علاج لهذه المضاعفات هو الاهتمام بنقل الدم بصورة منتظمة وإضافة عقار الهيدوركسى يوريا والعقارات المخفضة لضغط الدم فى الشريان الرئوى.
أما الدكتورة منى حمدى أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بطب قصر العينى فتقول، إن مرضى أنيميا البحر المتوسط كانوا يتوفون بسبب أمراض القلب، نظرا لأنهم يحتاجون إلى نقل دم متكرر والدم المنقول محمل بالحديد مما يترتب عليه إجهاد عضلة القلب وضعف قوته الانقباضية.
وأضافت، من خلال الأبحاث وجدنا أن هناك أسبابا كثيرة تساعد فى حدوث أمراض القلب، مثل نقص فيتامين "د" و "ب" والسلينيوم، حيث أثبتت الأبحاث أنه عند إعطاء هذه الفيتامينات فإن قوة القلب تتحسن وعلى مر السنين ومنذ عام 1960 كان إنزال الحديد يتم بصورة صعبة ومن خلال مضخة، حيث يتم إدخال جهاز تحت الجلد لحقن دواء "دسفرال" من خلال مضخة، ولكن الآن تم اكتشاف أدوية جديدة كثيرة تعطى عن طريق الفم، وتم تجربتها عالميا وأخذ موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "FDA" عليها واستعمالها على مرضى كثيرين، وأصبح مرض القلب لا يمثل مشكلة لدى هؤلاء المرضى، خصوصا المرضى الملتزمين بالعلاج، وهذا شىء مبشر لأن الالتزام بالعلاج الخاص بإنزال الحديد هو أفضل حماية للقلب.