ظهرت فى الآونة الأخيرة الكثير من الجرائم الجنسية والتى وصلت إلى حد الاغتصاب ما بين الأطفال وبعضهم البعض، ولقد كانت مثل تلك الجرائم ترتكب فى الماضى من الأشخاص الكبار والراشدين ضد الأطفال سواء من نفس الجنس أو الجنس المخالف.
لكن .. أن تظهر وتتفشى هذه الانحرافات والجرائم الشاذة لدى الأطفال بالذات فهذا ما يبدو غريباً وفير معتاداً أو متوقعاً فى مجتمعاتنا الشرقية العربية المتدينة.
وبنظرة علمية متخصصة لمثل هذه الجرائم الجنسية الشاذة يتضح أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التى تؤدى بالأطفال وتدفع بهم لارتكاب هذه السلوكيات والأفعال التى يفترض أنها تحدث أساساً من الراشدين المضطربين والمنحرفين والشاذين.. وأهم هذه العوامل:
انخفاض مستوى المعيشة وانعدام الوعى لدى الوالدين وضيق المسكن، حيث قد يمارس الأبوان العملية الجنسية فى نفس الحجرة أو المكان الذى ينام فيه الأطفال.
كذلك مشاهدة الأطفال للأفلام والمسلسلات والتى يركز معظمها على المشاهد الجنسية المثيرة التى تدخل بتفصيلاتها الإباحية بالأطفال إلى ما يحدث فى حجرات النوم بين الأزواج.
أيضاً تعامل الأطفال مع أجهزة الكمبيوتر دون رقابة أو توجيه أو إرشاد أسرى، وبالتالى دخول الأطفال إلى المواقع الإباحية على النت سواء عن قصد أو عن غير قصد، وتعرض الأطفال لخبرات جنسية طبيعية بين الراشدين أو شاذة بين المنحرفين والشواذ.
وأيضا تعرض بعض الأفلام السينمائية لما يطلق عليه ( السينما الواقعية ) لعرض ممارسات وأفعال الشواذ مما يطبع فى أفكار ومشاعر الأطفال بأن هذا هو الجنس الطبيعى الحقيقى، يضاف إلى ذلك كله تبادل الأطفال لبعض المقاطع الجنسية أى كان نوعها بالموبايلات.
ولما كان الأطفال بطبيعة خصائصهم النفسية فى هذه المرحلة يميلون باستمرار إلى الاستطلاع والاستكشاف والتقليد فينخرطون دون وعى منهم أو فهم أو إدراك فى دائرة عالم الجريمة والانحراف والاضطراب والشذوذ.