يعد عقار "كودايين" أحد المسكنات الأفيونية الشهيرة، والتى تتميز بفعاليتها الكبيرة، ويعد عاشر أكثر الأدوية استخداماً داخل المملكة المتحدة، وعلى الرغم من ذلك لا يُحدث أى تأثير لدى نسبة كبيرة من مستخدميه، وسبب ذلك الأمر حيرة كبيرة لدى العلماء والباحثين.
وكشفت دراسة علمية حديثة أجريت مؤخراً عن سر هذا اللغز، حيث كشف الباحثون بجاعة إمبيريال كولدج لندن البريطانية، أنه توجد نسبة كبيرة من المرضى لا تنتج إنزيم " CYP2D6"، داخل الكبد، وهو المسئول عن أى تمثيل هذا العقار، وبالتالى لا يستفيد الجسم منه، ويقدر عددهم بنحو 6 ملايين شخص داخل المملكة المتحدة فقط.
ويعد هذا الإنزيم هو المسئول عن تكسير عقار الكودايين، وتحويله إلى عقار المورفين، أكثر العقاقير المسكنة الأفيونية شيوعاً، والمسئول عن تسكين الآلام، وبالتالى لا يشعر الأشخاص الذين يفتقدون للأنزيم " CYP2D6" بأى تحسن فى حالتهم المرضية، ولا يتم تسكين آلامهم.
وفى الوقت نفسه، أشار الباحثون إلى أنه يوجد عدد كبير من المرضى يمتلكون مستويات مرتفعة من إنزيم " CYP2D6"، وبالتالى يتم إنتاج كميات كبيرة من عقار المورفين، ويشعرون باختفاء الآلام سريعاً، ولكن ذلك يعرضهم لمخاطر كبيرة نظراً لارتفاع جرعات هذه العقاقير، وقد يصابوا بتوقف التنفس المفاجئ، وهو ما يعد أمراً خطيراً للغاية، ويجب أن ينتبه له الأطباء.
ونشرت هذه النتائج مؤخراً بصحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى الثلاثين من شهر ديسمبر الماضى.