هل تريدون القضاء على القلق وأعراض ما قبل الدورة الشهرية والوزن الزائد والغثيان وأوجاع البطن ومشكلات أخرى شائعة جداً تتعرّضون لها يومياً؟ هل فكّرتم يوماً في أنّ الشاي يشكّل أفضل حلّ طبيعي يمكنكم اللجوء إليه؟ إطّلعوا على النتائج المهمّة التي توصّل إليها العلماء.لا شك أنّ الشاي يُعتبر المشروب الأكثر شعبية في العالم لا بل أيضاً الأكثر صحّة ونفعاً! استمتع الناس بشرب أصنافه المتعدّدة منذ آلاف الأعوام نظراً إلى مذاقها المُهدّئ وخصائصها الطبية.
إليكم نظرة على مشكلات يومية شائعة يمكنكم إبعادها كلّياً بواسطة أهمّ أنواع الشاي وألذّها :
* القلق
إذا كنتم تشعرون بالقلق أو التوتر أو العصبيّة، فإنّ شرب كوب من شاي البابونج قد يساعدكم على القضاء على هذه المشاعر السلبية. وجدت دراسة من "University of Pennsylvania" أنّ الأشخاص المشخّصين باضطراب القلق العام الذين حصلوا على مكمّل غذائي للبابونج على مدار 8 أسابيع انخفضت لديهم بشكل ملحوظ أعراض القلق مقارنةً بنظرائهم الذين حصلوا على دواء وهمي.
فضلاً عن أنّ البابونج خالٍ من الكافيين، وهو الأمر المهمّ بما أنّ هذه المادة قد تزيد القلق عند بعض الأشخاص. كذلك تبيّن أنّ الشاي الأخضر والأسود يحتويان الحامض الأميني "L-theanine" الذي ينتج حالَ هدوء.
أظهرت دراسة نُشرت في "Journal of Functional Foods" أنّ الأشخاص المعرّضين للقلق تحلّوا بهدوء أكبر وتركيز أعلى خلال خضوعهم لاختبار إذا حصلوا على 200 ملغ من "L-theanine" سلفاً، وهو ما يوازي نحو 6 إلى 10 أكواب شاي. كذلك تبين أنّ تخمير الشاي لوقت أطول يزيد كمية الحامض الأميني المُهدّئ الذي يحتويه.
* أعراض ما قبل الدورة الشهرية
العصبية، وزيادة الوزن، ومشكلات في الهضم، وشهيّة مفرطة، واضطرابات النوم... لائحة طويلة من الأعراض التي تُصيب النساء قبل نحو أسبوعين من موعد الحيض.
إنّ شاي الأعشاب المنزوع الكافيين طبيعياً يُعتبر أفضل الخيارات خلال هذه الفترة لأنّ مادة الكافيين قد ترفع مستويات الهرمونات التي تُفاقم الأعراض. يُعدّ البابونج من أفضل الأعشاب التي يمكن الإستعانة بها خلال هذه الفترة من الشهر، بما أنه يُهدّئ تشنّجات العضل ويخفّض التوتر الذي قد يؤدّي إلى القلق والعصبيّة.
* خسارة الوزن
تبيّن أنّ إضافة الشاي الساخن إلى غذائكم قد تساعد على التخلّص من بعض الكيلوغرامات. توصّلت إحدى الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين شربوا الشاي انخفض لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الخضر مقارنةً بالذين لم يستخدموا هذا المشروب. في المقابل، إنّ الفئة التي لجأت إلى الشاي المثلّج حصلت على نتيجة معاكسة ويُرجّح أنّ سبب ذلك يعود إلى كون هذا السائل أكثر تحلية.
أما نوع الشاي المثالي للتخلّص من الوزن الزائد فهو الشاي الأخضر لاحتوائه نوعاً من البوليفينول يُعرف بالـ"EGCG" الذي ثبُت أنه يعزّز عملية حرق الدهون. كذلك فإنّ الشاي الأبيض يحتوي "EGCG" المُضادّ للأكسدة وقد يساعد على الوقاية من تشكّل خلايا دهنية جديدة.
إضافةً إلى ذلك، يمكن اللجوء إلى شاي المتّة (Yerba Mate Tea) المعروف بقدرته على قتل الرغبة الشديدة في الأكل، وإبطاء الهضم وبذلك تبقى المعدة ممتلئة لوقت أطول ما يساعد على تقليص كمية الأكل خلال اليوم.
* الغثيان وأوجاع المعدة
تبيّن أنّ شاي الزنجبيل والنعناع والبابونج يساعد على تحسين حال المعدة. يعتقد الباحثون أنّ الزنجبيل يحتوي كيماويات لا تعمل فقط في الأمعاء والمعدة لخفض الغثيان، إنما من المحتمل أيضاً أن يكون لها دور فعّال في الدماغ والجهاز العصبي.
أما شاي النعناع فقد استُخدم منذ القدم لمداواة أوجاع المعدة وتشنّجاتها وتهدئة الغثيان، وقد أظهرت دراسات عدة أنّ زيت النعناع قد يكون فعّالاً أيضاً للأشخاص الذين يشكون من متلازمة القولون العصبي. في حين أنّ شاي البابونج الذي اشتهر بدوره في معالجة اضطرابات المعدة، يقلّص التشنّجات العضليّة ويساعد على تحسين الهضم ويخفّف نفخة البطن والحرقة.
* أوجاع الرأس
إذا كنتم تبحثون عن علاج طبيعي لأوجاع الرأس، إستعينوا إذاً بشاي الزنجبيل والبابونج بعدما تبيّن أنهما يخفّفان من الصداع الناتج عن التوتر ويُهدّئان الصداع النصفي (Migraine). يؤمّن شاي الزنجبيل خصائص مُضادة للالتهابات يمكن أن تمنع التورّم في الدماغ، كما وأنه يقلّص الغثيان والتقيّؤ اللذين قد يحدثان أحياناً جنباً إلى جنب مع الصداع النصفي. أما شاي البابونج فيتميّز باحتوائه مركّبات تمنحكم الشعور بالهدوء والإسترخاء.
* الحساسية
يُعتبر العطس واحتقان الأنف والحكّة في العيون من أعراض الحساسية. وفي حين أنّ بعض أنواع الحساسية يكون شديداً جداً ويتطلّب مراقبة طبية، لكن في بعض الحالات المتوسطة يمكن الإستعانة بعلاجات منزلية.
على سبيل المثال يحتوي شاي النعناع خصائص المنثول التي تساعد على تفكيك المخاط وإزالته من الحلق والأنف. أما شاي الأخضر فيزوّدكم بمُضادات قوية للأكسدة تُعرف بالـ»EGCG» التي تبيّن أنها تمنع ردود الفعل التحسّسية. يُشار إلى أنّ هذه المنافع غير ملحوظة لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية موسمية.
* رائحة الفم الكريهة
عندما يتعلّق الأمر بالقضاء على هذه المشكلة المُحرِجة، فإنّ الحلّ يكمن في بعض أنواع الشاي. يتميّز الشاي الأسود باحتوائه مُضادات قوية للأكسدة تساعد على منع البلاك من الإلتصاق على الأسنان.
تنتج رائحة الفم الكريهة غالباً بسبب تراكم الترسّبات وأيضاً مشكلات الأسنان الأخرى. من جهة أخرى، وجدت الدراسات أنّ مواد البوليفينول الموجودة في الشاي الأسود والأخضر تدمّر نموّ البكتيريا في الفم التي قد تسبب رائحة كريهة، وتسوّس الأسنان وحتى سرطان الفم! أما للحصول على رائحة مُنعشة، فإنه ليس من قبيل الصدفة أنّ معظم معاجين الأسنان يحتوي نكهة النعناع.
نظراً إلى أنه يمنح الفم الشعور بالنظافة والإنتعاش، وجدت الأبحاث أنّ زيت النعناع يساعد على تقليص رائحة الفم الكريهة أكثر من غسول الفم المُنتج في المختبر. إذاً في المرّة المُقبلة التي تريدون الحصول على انتعاش لا مثيل له، إشربوا كوباً من الشاي الأخضر أو الأسود أو النعناع.